فإن قلت : النهي عن النقصان أمر بالإيفاء فما فائدة قوله : أوفوا ؟ قلت : نهوا أولا عن عين القبيح الذي كانوا عليه من نقص المكيال والميزان ، لأنّ في التصريح بالقبيح نعياً على المنهي . وتعييراً له ، ثم ورد الأمر بالإيفاء الذي هو حسن في العقول مصرحاً بلفظه ، لزيادة ترغيب فيه وبعث عليه ، وجيء به مقيداً بالقسط : أي ليكن الإيفاء على وجه العدل والتسوية ، من غير زيادة ولا نقصان ، أمراً بما هو الواجب ، لأن ما جاوز العدل فضل وأمر مندوب إليه . وفيه توقيف على أنّ الموفى عليه أن ينوي بالوفاء بالقسط ؛ لأنّ الإيفاء وجه حسنه أنه قسط وعدل ، فهذه ثلاث فوائد .
البخس : الهضم والنقص . ويقال للمكس : البخس . قال زهير :
وفى كُلِّ مَا بَاعَ آمْرؤٌ بَخْسُ دِرْهَمِ ***
وروي : مكس درهم ، وكانوا يأخذون من كل شيء يباع شيئاً ، كما تفعل السماسرة . أو كانوا يمكسون الناس . أو كانوا ينقصون من أثمان ما يشترون من الأشياء ، فنهوا عن ذلك . والعثي في الأرض نحو السرقه والغارة وقطع السبيل . ويجوز أن يجعل التطفيف والبخس عثيا منهم في الأرض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.