ثم أكد النهي عن نقص الكيل والوزن بقوله : { ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط } الإيفاء هو التمام والقسط وهو عدم الزيادة والنقص ، وإن كانت الزيادة على الإيفاء فضل وخير لكنها فوق ما يفيده اسم العدل والنهي عن النقص وإن كان يستلزم الإيفاء ففي تعاضد الدلالتين مبالغة بليغة وتأكيد حسن وشدة اهتمام فلذا كرر ليقوي الزجر والمنع من ذلك الميزان وتعديل المكيال ثم زاد ذلك تأكيدا ثالثا فقال { ولا تبخسوا الناس أشياءهم } قد مر تفسير هذا في الأعراف وفيه النهي عن البخس على العموم والأشياء أعم مما يكال ويوزن فيدخل البخس بتطفيف الكيل والوزن في هذا دخولا أوليا فظهر بهذا البيان فائدة هذا التكرير وقيل البخس الكسر خاصة .
ثم قال { ولا تعثوا في الأرض } بتطفيف الكيل والوزن ومنع الناس حقوقهم وقد مر أيضا تفسيره في البقرة . والعثي في الأرض يشمل كل ما يقع فيها من الإضرار بالناس فيدخل فيه كل ما في السياق من نقص المكيال والميزان وعثي مصدر قياسي وعثو سماعي وقيده بالحال وهو قوله { مفسدين } ليخرج ما كان صورته من العثي في الأرض والمراد به الإصلاح كما وقع من الخضر في السفينة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.