الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{۞وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ وَلَا تَنقُصُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَۖ إِنِّيٓ أَرَىٰكُم بِخَيۡرٖ وَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ مُّحِيطٖ} (84)

{ إِنّى أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ } يريد : بثروة واسعة تغنيكم عن التطفيف . أو أراكم بنعمة من الله حقها أن تقابل بغير ما تفعلون . أو أراكم بخير فلا تزيلوه عنكم بما أنتم عليه ، كقول مؤمن آل فرعون : { يَا ياقوم لَكُمُ الملك اليوم ظاهرين فِى الأرض فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ الله إِن جَاءنَا } [ غافر : 29 ] { يَوْمٍ مُّحِيطٍ } مهلك من قوله : { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } [ الكهف : 42 ] وأصله من إحاطة العدوّ .

فإن قلت : وصف العذاب بالإحاطة أبلغ ، أم وصف اليوم بها ؟ قلت : بل وصف اليوم بها ، لأن اليوم زمان يشتمل على الحوادث ، فإذا أحاط بعذابه فقد اجتمع للمعذب ما اشتمل عليه منه كما إذا أحاط بنعيمه .