تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَلَوۡ أَنَّ قُرۡءَانٗا سُيِّرَتۡ بِهِ ٱلۡجِبَالُ أَوۡ قُطِّعَتۡ بِهِ ٱلۡأَرۡضُ أَوۡ كُلِّمَ بِهِ ٱلۡمَوۡتَىٰۗ بَل لِّلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ جَمِيعًاۗ أَفَلَمۡ يَاْيۡـَٔسِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۗ وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوۡ تَحُلُّ قَرِيبٗا مِّن دَارِهِمۡ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ وَعۡدُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ} (31)

{ ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى } تفسير قتادة : ذكر لنا أن قريشا قالت لنبي الله صلى الله عليه وسلم : إن سرك أن نتبعك فسير لنا جبال تهامة ، وزد لنا في حرمنا ؛ حتى نتخذ قطائع نحترف فيها ، أو أوحى لنا فلانا وفلانا وفلانا ، لأناس ماتوا في الجاهلية ؛ فأنزل الله هذه الآية ، يقول : لو فعل هذا بقرآن غير قرآنكم فعل بقرآنكم{[534]} .

قال محمد : اختصر جواب ( لو ) ؛ إذ كان في الكلام ما يدل عليه .

{ أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا } أي : ألم يعرف ؟

قال محمد : قيل : إنها لغة للنخع ( ييأس ) بمعنى : يعرف قال الشاعر :

أقول لهم بالشعب إذ يأسرونني *** ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم{[535]}

أي : ألم تعلموا .

{ ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة } هي السرايا سرايا رسول الله عليه السلام يصيبهم الله منها بعذاب { أو تحل } أنت يا محمد { قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله } يعني : فتح مكة ؛ في تفسير مجاهد وقتادة .


[534]:أخرجه الطبري في تفسيره (7/387) ح (20403).
[535]:البيت لسحيم بن وثيل الرياحي. انظر/ المحتسب (1/357).