ثم قال تعالى ( ذكره ) {[36371]} : { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال }[ 31 ] .
هذه الآية نزلت جوابا لقريش ، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم {[36372]} : إن سرك {[36373]} أن نتبعك فسير لنا جبال تهامة ، أو زد لنا في حرمنا حتى نتخذ {[36374]} قطائع نحترث فيها ، أو أحي لنا فلانا ، أو فلانا لناس {[36375]} ماتوا : فأنزل الله ( عز وجل ) : { ولو أن قرآنا {[36376]} } – الآية – أي : ولو {[36377]} فعل هذا بقرآن قبل قرآنكم لفعل ذلك بقرآنكم {[36378]} .
وقال الضحاك : قال كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم : سير لنا الجبال كما سيرت {[36379]} لداود ( صلى الله عليه وسلم ) {[36380]} ، واقطع لنا الأرض كما قطعت لسليمان {[36381]} ، وكلم لنا الموتى ، كما كان عيسى {[36382]} يكلمهم {[36383]} . فنزلت هذه الآية . وهذا قول ابن زيد {[36384]} .
وجواب ( لو ) محذوف ، وتقديره {[36385]} : لو فعل هذا بقرآن لفعل مثله بقرآنكم {[36386]} وقيل : التقدير : لما آمنوا {[36387]} .
وقال الكسائي : ( لو ) بمعنى : ( وددنا ) فلا تحتاج {[36388]} إلى جواب .
والتقدير : وددنا أن قرآنا ( سيرت به الجبال ) {[36389]} {[36390]} .
وقيل المعنى : لو قضيت ألا يقرأ هذا القرآن على الجبال ، إلا مرت {[36391]} ، وعلى الأرض إلا تخرقت {[36392]} ، ولا على الموتى إلا حيوا {[36393]} ، وتكلموا : ما آمن من سبق عليه في علمي الكفر .
ويدل على هذا التفسير قوله بعد ذلك : { أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا }[ 31 ] أي : أفلم يعلم الذين صدقوا ذلك {[36394]} .
وقال الفراء : الجواب : وهم يكفرون بالرحمن ، والتقدير : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال لكفروا بالرحمن {[36395]} .
ثم قال تعالى ( ذكره ) {[36396]} : أفلم ييئس الذين آمنوا }[ 31 ] والمعنى : أفلم يعلم الذين آمنوا {[36397]} ، والتفسير : أن الكفار لما سألوا تسيير الجبال بالقرآن ، وتقطيع الأرض ، وتكليم الموتى . طمع المؤمنون أن يعطى الكفار ما سألوا {[36398]} ، فيؤمنوا / فقال الله : أفلم يعلم الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ، ولا يحتاجون إلى رؤية {[36399]} ما ذكروا {[36400]} .
وقيل : المعنى : أفلم ييئس الذين آمنوا من إيمان هؤلاء ، لعلمهم أن الله ( عز وجل ) {[36401]} ، لو أراد أن يهديهم لهداهم {[36402]} .
ثم قال ( تعالى ) {[36403]} : { ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا ( قارعة ) {[36404]} }[ 31 ] ( الآية ) : أي : لا يزال يا محمد الكفار من قومك تصيبهم بما صنعوا من الكفر ، ومن إخراجك ( من ) {[36405]} بين أظهرهم قارعة : وهو ما يقرعهم من البلاء والعذاب ، من القتل والحرب {[36406]} . والسرايا التي تمضي إليهم {[36407]} .
وقيل : {[36408]} القارعة : النكبة {[36409]} ، أو تحل أنت يا محمد {[36410]} قريبا من ديارهم {[36411]} بجيشك {[36412]} ، وأصحابك { حتى ياتي وعد الله }[ 31 ] : ( أي ) {[36413]} الذي وعدك فيهم ، وهو الظهور عليهم ، وقهرك إياهم بالسيف {[36414]} .
{ إن الله لا يخلف }[ 31 ] ما وعدك به ، وهو فتح مكة {[36415]} .
وعن الحسن : وعد الله : القي( ا )مة {[36416]} في هذا الموضع {[36417]} .
وقيل : أن تحل القارعة قريبا من دارهم . قاله الحسن {[36418]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.