{ وَلَوْ أَنّ{[2522]} قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ } عن مقارها وزعزعت عن مضاجعها ، { أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ } : حتى تتصدع وتزايل قطعا شققت فجعلت أنهارا وعيونا ، { أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى } ، فتسمع وتجيب وجواب لو محذوف ، أي : لكان هذا القرآن ومع هذا هؤلاء المشركون كافرون به ، وقال بعضهم : تقديره لما آمنوا به ، فقد نقل في سبب{[2523]} نزوله أنهم قالوا : يا محمد لو سيرت لنا جبال مكة حتى يتسع أو قطعت بنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح ، أو أحييت لنا الموتى كما كان لعيسى ، وقيل : جواب لو ما يدل عليه وهم يكفرون بالرحمن ، وقوله قل هو ربي بينهما اعتراض ، { بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا{[2524]} } هو إضراب عن معنى النفي الذي تضمنه لو أي : بل الله القدرة على كل شيء ، لو يشاء إيمانهم لآمنوا به وإذا لم يشاء لا ينفعهم إتيان ما اقترحوا من الآيات ، { أَفَلَمْ يَيْأَسِ{[2525]} الَّذِينَ آمَنُوا } : عن إيمانهم ولم ينقطع رجاؤهم عنه مع ما عاينوا من لجاجهم ، { أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ } متعلق بمحذوف ، أي : علما منهم أن لو يشاء الله تعالى ، { لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا } وقيل : متعلق{[2526]} بآمنوا ، وفسر أكثر السلف أفلم ييأس بأفلم يعلم ، فقيل : هو بمعنى العلم في لغة النخع ، أو هوازن ، وقيل فسروه به ؛ لأن اليائس عن الشيء عالم بأنه لا يكون وقرأ جماعة من الصحابة والتابعين أفلم يتبين الذين آمنوا ، قيل : نزلت حين أراد المسلمون أن تظهر آية مما اقترحوا ، ليجتمعوا على الإيمان ، { وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ } : من خبائث أعمالهم ، { قَارِعَةٌ } : داهية تفزعهم وتقتلهم ، { أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ } أو تصيب القارعة من حولهم ، كما قال تعالى : " ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى " الآية ( الأحقاف :27 ) ، { حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ } : الموت أو القيامة وعن بعض السلف ، أن المراد من الذين كفروا أهل مكة ومن القارعة السرية التي يبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ، أو عذاب من السماء ينزل إليهم ، أو تحل أنت يا محمد بنفسك قريبا{[2527]} من دراهم وتقاتلهم حتى يأتي وعد الله تعالى أي : فتح مكة ، { إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.