وقوله سبحانه : { وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجبال أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرض } [ الرعد : 31 ] قال ابن عباس وغيره : إِن الكفَّار قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : أزِحْ عَنَّا وَسَيِّرِ جَبَلِيْ مَكَّةَ ، فَقَدْ ضَيَّقَا عَلَيْنَا ، واجعل لَنَا أَرْضَنَا قِطَعَ غِرَاسَةٍ وَحَرْثٍ ، وَأَحْي لَنَا آبَاءَنَا وَأَجْدَادَنَا ، وَفُلاَناً وفُلاَناً ، فنزلَتِ الآيةُ في ذلك معلمةً أنهم لا يُؤْمِنُونَ ، ولو كان ذلك كله .
وقوله تعالى : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا } .
الآية : «يَيْئَس » : معناه : يعلم ، وهي لغة هَوَازِنَ ، وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس وجماعة : «أَفَلَمْ يَتَبَيَّن » ، ثم أخبر سبحانه عن كُفَّار قريشٍ والعرب أنهم لا يزالُونَ تصيبُهُم قوارِعُ من سرايا النبيِّ صلى الله عليه وسلم وغزواته ، ثم قال : «أَوْ تُحَلُّ أَنْتَ يَا محمَّد قريباً من دارهم » . [ هذا تأويلُ ابنُ عَبَّاس وغيره ،
وقال الحسنُ بن أبي الحَسَن : المعنى : أو تَحُلُّ القارعةُ قريباً من دارهم ، ] ، و{ وَعْدُ الله } على قول ابن عباس وغيره : هو فَتْحُ مَكَّة ، وقال الحسن : الآيةُ عامَّة في الكُفَّارِ إِلى يوم القيامة ، وإِنَّ حال الكَفَرة هَكَذَا هي إِلى يوم القيامة ، { وَعْدُ الله } : قيامُ الساعة ، وال{ قَارِعَةٌ } : الرزيَّة التي تقرع قلْبَ صاحبها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.