تفسير الأعقم - الأعقم  
{لَوۡ كَانَ هَـٰٓؤُلَآءِ ءَالِهَةٗ مَّا وَرَدُوهَاۖ وَكُلّٞ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (99)

{ إنكم وما تعبدون من دون الله } يحتمل الأصنام وإبليس وأعوانه لأنهم بطاعتهم له واتباعهم خطواتهم في حكم عبدتهم ، ويصدقه ما روي " أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً ، فجلس اليهم فعرض له النضر بن الحرث ، وكلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى أفحمه

ثم تلا عليهم { إنكم وما تعبدون من دون الله } الآية ، فأقبل عبد الله بن الزبعرى فرآهم يتساهمون فقال : فيم خوضكم فأخبره الوليد بن المغيرة بقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال عبد الله بن الزبعرى : لو وجدته لخضته ، فدعوه فقال ابن الزبعرى : أأنتَ قلتَ ذلك ؟ قال : " نعم " قال : قد خصمتك ورب الكعبة ، أليس اليهود عبدوا عزير ، والنصارى عبدوا المسيح ، وبني مدلج عبدوا الملائكة ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك " وأنزل الله تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } إما السعادة والبشرى بالثواب يعني عزير والمسيح والملائكة ، قال جار الله : فإن قلت : لم قرنوا بآلهتهم ؟ قلتُ : لأنهم لا يزالون لمقارنتهم في غمّ وحسرة ، ولأنهم قد رأوا أنهم يشفعون لهم في الآخرة فإذا أصابهم الأمر على عكس ما قد رأوا لم يكن شيء أبغض إليهم منهم ، وقيل : ما لما لا يعقل كما أن من لمن يعقل { حصب جهنم } ، قيل : وقود ماء ، وقيل : حطبها