{ لَوْ كَانَ هؤلاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا } اعلم أنّ قوله{[29752]} : { وَمَا تَعْبُدُونَ } بالأصنام أليق ، لدخول لفظ «مَا » وهذا الكلام بالشياطين أليق ، لقوله : «هَؤُلاَءِ » ويحتمل أن يريد الشياطين والأصنام وغلب العقلاء{[29753]} ونبه الله - تعالى - على أنه مَنْ{[29754]} يرمي في النار لا يمكن أن يكون إلها . قال ابن الخطيب : وهنا سؤال ، وهو أنّ قوله { لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها } لكنهم وردوها ، فهم ليسوا آلهة ، وهذه{[29755]} الحجة إما أن يكون ذكرها لنفسه أو لغيره ، فإن ذكرها لنفسه فلا فائدة فيه ، لأنه كان عالماً بأنها ليست آلهة ، وإن ذكرها لغيره فإما أن يذكرها لمن يُصَدق بنبوته ، ( أو ذكرها لمن يُكَذّب بنبوته ){[29756]} فإن ذكرها لِمَنْ يُصَدّق بنبوته فلا حاجة إلى هذه الحجة ، لأنّ كل مَنْ صدق{[29757]} بنبوته{[29758]} لم يقل بالإهية هذه الأصنام{[29759]} ، وإن ذكرها لمن كذب بنبوته فذلك المكذب لا يسلم أنّ تلك الآلهة يردون النار ، فكان ذكر هذه الحجة لا فائدة فيه كيف كان .
وأيضاً فالقائلون بإلاهيتها لم يعتقدوا إلا كونها تماثيل الكواكب أو صورة الشفعاء ، وذلك لا يمنع من دخولها النار . وأجيب عن ذلك بأن{[29760]} المفسرين قالوا : المعنى لو كان هؤلاء - يعني الأصنام- آلهة على الحقيقة ما وردوها ، أي : ما دخل عابدوها النار{[29761]} .
قوله : { آلِهَةٌ } العامة على النصب خبراً ل «كَانَ »{[29762]} . وقرأ طلحة بالرفع{[29763]} وتخريجها كتخريج قوله :
3740- إذَا مُتَّ كَانَ النَّاسُ صِنْفَانِ{[29764]} *** . . .
ففيها ضمير الشأن{[29765]} .
قوله : { وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } يعني : العابدين والمعبودين ، وهو تفسير{[29766]} لقوله : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله }{[29767]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.