اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا مَا قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُۖ وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (118)

قوله تعالى- : { وعلى الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ } الآية ، لما بيَّن ما يحلُّ وما يحرم لأهل الإسلام ، أتبعه ببيان ما خصَّ اليهودية من المحرَّمات ، فقال : { وعلى الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ } ، وهو المذكور في سورة الأنعام عند قوله - تعالى - : { وَعَلَى الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } [ الأنعام : 146 ] .

وقوله : " مِنْ قَبْلُ " متعلق ب " حَرَّمْنَا " ، أو ب " قَصَصْنَا " ، والمضاف إليه " قبل " ، تقديره : من قبل تحريمنا على أهل ملتك .

" ومَا ظَلمْنَاهُمْ " ، بتحريم ذلك عليهم ، { ولكن كانوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ، فحرَّمنا عليهم ببغيهم ، وهو قوله : { فَبِظُلْمٍ مِّنَ الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ } [ النساء : 160 ] .