اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡيَآۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (105)

{ وَنَادَيْنَاهُ أَن يا إبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيآ } .

فإن قيل : لِمَ قَالَ : صَدَّقْت الرؤيا وكان قد رأى الذي لم يُذْبَحْ ؟ قيل : جعله مصدقاً لأنه قد أتى بما أمكنه والمطلوب إسلامهما لأمر الله وقد فَعَلاَ . وقيل : قد كان رأى في النوم مصالحة ولم ير إراقَةَ دَم وقد فعل في اليقظة ما رأى في النوم ولذلك قال : قد صدقت الرؤيا ، قال المحققون : السبب في هذا التكليف كمال طاعة إبراهيم لتكاليف الله فلما كلَّفه هذا التكليف الشاقّ الشديد وظهر منه كمالُ الطاعة وظهر من ولده كمال الطاعة والانقياد لا جرم قال الله تعالى : { قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيآ } ، وقوله : { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين } ابتداء إخبار من الله تعالى والمعنى إنا كما عَفوْنا عن ذبح ولده كذلك نجزي من أحسن في طاعتنا{[47319]} قال مقاتل : جزاه الله بإحسانه في طاعته العفو عن ذبح ولده


[47319]:انظر: تفسير إمامنا فخر الدين الرازي 26/157، 158.