اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (55)

{ واتبعوا أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ } يعني القرآن ، والقرآن كله حسن ، ومعنى الآية ما قال الحسن : الزموا طاعته واجتنبوا معصيته ، فإن ( في ){[47576]} القرآن ذكرَ القبيح ليجتنبه{[47577]} وذكر الأدْوَن لئلا نرغب{[47578]} فيه ، وذكر الأحسن لنُؤْثِره{[47579]} ، وقيل : الأحسن الناسخ دون المنسوخ ، لقوله تعالى : { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }{[47580]} [ البقرة : 106 ] .

ثم قال : { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العذاب بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } وهذا تهديد وتخويف{[47581]} . والمعنى يفاجئكم العذاب وأنتم غافلون عنه .


[47576]:سقط من ب.
[47577]:كذا في ب أيضا وفي البغوي لتجتنبه.
[47578]:وفيه وفي ب لئلا يرغب فيه.
[47579]:وانظر الرازي 27/5 والبغوي 6/82.
[47580]:هذا رأي الرازي في المرجع السابق. والآية 106 من سورة البقرة.
[47581]:في ب تخويف وتهديد.