اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا يَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (41)

قوله تعالى : { واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ } الآية .

لمَّا أمر بقتال الكفار بقوله تعالى : { وَقَاتِلُوهُمْ } وعند المقاتلة قد تحصل الغنيمة ، ذكر تعالى حكم الغنيمة ، والظَّاهرُ أنَّ " ما " هذه موصولةٌ بمعنى " الَّذي " ، وكان من حقِّها أن تكتب منفصلةً من " أنَّ " كما كُتبت : { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ } [ الأنعام : 134 ] منفصلةً ، ولكن كذا رُسِمَت . و " غَنِمْتُم " صلتها ، وعائدها محذوف لاستكمال الشُّروطِ ، أي : غَنِمْتُمُوه .

وقوله " فأنَّ لِلَّهِ " الفاءُ مزيدةٌ في الخبر ؛ لأنَّ المبتدأ ضُمِّن معنى الشَّرطِ ، ولا يَضُرُّ دخولُ الناسخ عليه ؛ لأنه لَمْ يُغَيِّر معناه ، وهذا كقوله تعالى : { إِنَّ الذين فَتَنُواْ } ثم قال : " فَلَهُم " والأخفش مع تجويزه زيادة الفاء في خبر المبتدأ مطلقاً ، يمنع زيادتها في الموصول المشبه بالشَّرط إذا دخلت عليه " إنَّ " المكسورة ، وآية البروج [ 10 ] حُجَّةٌ عليه .

وإذا تقرَّر هذا ف " أنَّ " وما علمتْ فيه في محلِّ رفع على الابتداء ، والخبرُ محذوفٌ تقديره : فواجبٌ أنَّ لله خمسهُ ، والجملةُ من هذا المبتدأ والخبر خبر ل " أنَّ " .

وظاهر كلام أبي حيان أنه جعل الفاء داخلةً على : " أنَّ للَّهِ خُمُسَهُ " من غير أن يكون مبتدأ وخبرها محذوف ، بل جعلها بنفسها خبراً ، وليس مرادهُ ذلك ، إذ لا تدخل هذه الفاءُ على مفردٍ ، بل على جملةٍ ، والذي يُقَوِّي إرادته ما ذكرنا أنه حكى قول الزمخشريِّ ، أعني كونه قدَّر أنَّ " أنَّ " ، وما في حيِّزها مبتدأٌ ، محذوفُ الخبر ، فجعلهُ قولاً زائداً على ما قدَّمه .

ويجوز في " ما " أن تكون شرطيةً ، وعاملُها " غَنِمْتُم " بعدها ، واسمُ " أنَّ " حينئذٍ ضميرُ الأمرِ والشَّأنِ وهو مذهبُ الفرَّاءِ ، إلاَّ أنَّ هذا لا يجوزُ عند البصريين إلاَّ ضرورةً ، بشرط ألاَّ يليها فعل ؛ كقوله : [ الخفيف ]

إنَّ مَنْ يَدْخُلِ الكَنِيسَة يَوْماً *** يَلْقَ فِيهَا جَآذِراً وظِبَاءَ{[17340]}

وقول الآخَرِ : [ الخفيف ]

إنَّ مَنْ لامَ بَنِي بنتِ حَسَّا *** نَ ألُمْهُ وأعُصِهِ في الخُطُوبِ{[17341]}

وقيل : الفاءُ زائدةٌ ، و " أنَّ " الثانيةُ بدلٌ من الأولى .

وقال مكي : " وقد قيل " إنَّ الثانية مؤكدةٌ للأولى ، وهذا لا يجوز لأنَّ الأولى تبقى بغير خبر ؛ ولأنَّ الفاء تحول بين المؤكَّد والمؤكِّد وزيادتها لا تَحْسُن في مثل هذا " .

وقيل : " ما " مصدريَّةٌ ، والمصدر بمعنى المفعول أي : أنَّ مغنومكم هو المفعول به ، أي : واعلموا أنَّ غُنمكم ، أي : مغنومكم .

والغنيمةُ : أصلها من الغُنْمِ ، وهو الفوزُ ، يقال : غنم يغنم فهو غانم ، وأصلُ ذلك من الغنم هذا الحيوان المعروف ، فإنَّ الظفر به يُسَمَّى غُنْماً ، ثم اتُّسِع في ذلك ، فَسُمِّي كلُّ شيء مظفورٍ به غُنْماً ومَغْنَماً وغَنيمة ؛ قال علقمةُ بنُ عبدةَ : [ البسيط ]

ومُطْعَمُ الغُنْمِ يَوْمَ الغُنْمِ مُطعمُهُ *** أنَّى توَجَّهَ والمَحْرُومُ مَحْرُومُ{[17342]}

وقال الآخر : [ الوافر ]

لَقَدْ طَوَّفْتُ فِي الآفَاقِ حَتَّى *** رَضيتُ من الغنيمة بالإياب{[17343]}

قوله " مِنْ شيءٍ " في محلِّ نصبٍ على الحال من عائد الموصول المقدَّر ، والمعنى : ما غنمتموه كائناً من شيء ، أي : قليلاً أو كثيراً . وحكى ابن عطية عن الجعفي عن أبي بكر عن عاصم . وحكى غيره عن الجعفيِّ عن هارون عن أبي عمرو : " فإنَّ لِلَّهِ " بكسر الهمزةِ ، ويُؤيدُ هذه القراءة قراءة النخعي{[17344]} " فللَّه خُمُسهُ " فإنها استئناف ، وخرجها أبُو البقاءِ على أنَّها وما في حيَّزها في محلِّ رفع ، خبراً ل " أنَّ " الأولى .

وقرأ الحسنُ{[17345]} وعبدُ الوارث عن أبي عمرو : " خُمْسَهُ " بسكون الميم ، وهو تخفيفٌ حسن .

وقرأ الجعفيُّ " خِمْسه " بكسر الخاء . قالوا : وتخريجها على أنَّهُ أتبعَ الخاءَ لحركة ما قبلها ، وهي هاء الجلالة من كلمة أخرى مستقلة ، قالوا : وهي كقراءة من قرأ { والسماء ذَاتِ الحبك } [ الذاريات : 7 ] بكسر الحاء إتباعاً لكسرة التاء من " ذاتِ " ولمْ يعتدُّوا بالساكن ، وهو لامُ التعريف ، لأنه حاجزٌ غير حصين .

قال شهاب الدين{[17346]} " ليت شعري ، وكيف يقرأ الجعفيُّ والحالةُ هذه ؟ فإنه إن قرأ كذلك مع ضم الميم فيكون في غاية الثقل ، لخروجه من كسرٍ إلى ضمٍّ ، وإن قرأ بسكونها وهو الظَّاهرُ فإنه نقلها قراءةً عن أبي عمرو ، أو عن عاصم ، ولكن الذي قرأ : " ذاتِ الحِبُكِ " يبقى ضمَّه الباء ، فيؤدي إلى " فِعُل " بكسر الفاء وضمِّ العين ، وهو بناءٌ مرفوض " .

وإنما قلت : إنه يقرأ كذلك ؛ لأنه لو قرأ بكسر التاء لما احتاجوا إلى تأويل قراءته على الإتباع ؛ لأن في " الحُبُك " لغتين : ضمُّ الحاءِ والباءِ ، وكسرهما ، حتَّى زعم بعضهم أنَّ قراءة الخروج من كسرٍ إلى ضمٍّ من التَّداخل .

فصل

والغنيمةُ في الشريعةِ ، والفيء ، اسمان لما يُصيبه المسلمون من أموال{[17347]} الكفار .

فذهب جماعة إلى أنهما واحد ، وذهب قومُ إلى أنَّ الغنيمة ، ما أصابه المسلمُونَ منهم عَنْوَةً بقتال ، والفيء : ما كان من صلح بغير قتال .

قوله " مِن شيءٍ " يعني : من أي شيء كان حتَّى الخيط : { فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ } ذهب أكثر المفسِّرين والفقهاء إلى أنَّ قوله : " لِلَّه " افتتاح على سبيل التبرُّك ، وأضاف هذا المال لنفسه لشرفه . وليس المراد أن سهماً من الغنيمة " لِلَّهِ " مفرداً ، فإن الدنيا والآخرة لله عز وجل وهو قول قتادة والحسن وعطاء وإبراهيم والشعبي قالوا : سهم الله وسهم الرسول واحد والغنيمة تقسم خمسة أخماس أربعة أخماسها لِمنْ قاتل عليها ، والخُمْسُ لخمسة أصناف كما ذكر الله تعالى { وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل }{[17348]} .

وقال أبو العالية ، وغيره : يقسم الخُمْس على ستة أسهم : سهم لله تعالى ، ثم القائلون بهذا القول منهم من قال : يُصرف سهم الله إلى الرسول ، ومنهم من قال : يصرفُ لعمارة الكعبة{[17349]} .

وقال بعضهم : إنه عليه الصلاة والسلام كان يضربُ بيده في هذا الخُمْس فما قبض عليه من شيء جعله للكعبة ، وهو الذي سُمِّي " لِلَّهِ " .

فصل

قال القرطبي : " هذه الآية ناسخة لأول السُّورة عند الجمهور ، وقد ادَّعى ابن عبد البر الإجماع على أن هذه الآية نزلت بعد قوله { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنفال } [ الأنفال : 1 ] وأنَّ أربعة أخماس الغنيمة مقسومة على الغانمين ، وأن قوله : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنفال } نزلت حين تشاجر أهل بدر في غنائم بدر ، على ما تقدم .

وقيل : إنها مُحكمة غير منسوخة ، وأنَّ الغنيمة لرسُولِ الله ، وليست مقسومة بين الغانمين وكذلك لمن بعده من الأئمة ، حكاه الماورديُّ عن كثير من أصحاب مالكٍ ، واحتجوا بفتح مكَّة وقصَّة حنين ، وكان أبو عبيد يقول : افْتَتَحَ رسولُ الله مكَّة عنوةً ومنَّ على أهلها ، فردها عليهم ، ولم يَقْسِمها ، ولم يجعلها فَيْئاً " .

فصل

أجمع العلماءُ على أن قولهُ : { واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ } ليس على عمومه ، وأنَّهُ مخصوصٌ باتفاقهم على أنَّ سلب المقتول لقاتله إذا نادى به الإمامُ ، وكذلك الأسارى الإمام فيهم مخيَّرٌ ، وكذلك الأراضي المغنومة .

فصل

قال الإمامُ أحمدُ : لا يكون السَّلب{[17350]} {[17351]} للقاتل إلاَّ في المبارزة خاصَّة ، ولا يخمس وهو قول الشافعيِّ - رضي الله عنه- ؛ ولا يعطى القاتل السَّلب ، إلاَّ أن يقيم البيَّنة على قتله .

قال أكثرُ العلماء : يجوزُ شاهد واحد ؛ لحديث أبي قتادة ، وقيل : شاهدان .

وقيل : شاهد ويمين ، وقيل : يقضى بمجرد دعواه .

قوله : " ولِذِي القُرْبَى " أي : أنَّ سَهْماً من خمس الخمس لذوي القربى ، وهم أقارب النبي صلى الله عليه وسلم ، واختلفوا فيهم .

فقال قومٌ : هم جميع قريش ، وقال قومٌ : هم الذين لا تحل لهم الصَّدقة .

وقال مجاهدٌ وعلي بنُ الحسينِ : هم بنُو هاشمٍ وبنو المطلب ، وليس لبني عبد شمس ، ولا لبني نوفل منه شيء ، وإن كانوا إخوة ، لما روي عن جُبير بن مطعم قال " قسَّم رسولُ الله - عليه الصَّلاة والسَّلام - سهم ذوي القربى بين بني هاشم وبني المطلب ولم يعط أحداً من بني عبد شمس ، ولا لبني نوفل ؛ ولما روى محمدُ بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : لمَّا قسم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سهم ذوي القربى بين بني هاشمٍ وبني المطلب أتيته أنا ، وعثمان بنُ عفان ، فقلنا يا رسُول الله : هؤلاء إخواننا من بني المُطلَّبِ أعطيتهم وتركتنا أو منعتنا ، وإنَّما قرابتنا وقرابتهم واحدةً ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّما بنُو هاشم وبنو المطلب شيءٌ واحدٌ هكذا " وشبَّك بين أصابعه " {[17352]}

واختلف العلماءُ في سهم ذوي القربى ، هل هو ثابتٌ اليوم ؟ فذهب أكثرهم إلى أنَّهُ ثابت وهو قول مالك والشافعي ، وذهب أصحابُ الرَّأي إلى أنَّهُ غير ثابت ، وقالوا سهم رسول الله وسهم ذوي القرى مَرْدُودان في الخُمس ، فيقسم خمس الغنيمة لثلاثةِ أصناف اليتامى والمساكين وابن السبيل .

وقال بعضهم : يعطى للفقراء منهم دون الأغنياء ، أي : يعطى لفقره لا لقرابته ، والكتاب والسنة يدلاَّن على ثبوته وكذا الخلفاء بعد رسُول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعطونه ، ولا يُفَضل فقير على غني ؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده كانوا يعطون العباس بن عبد المطلب مع كثرة ماله ، وألحقه الشافعي بالميراث الذي يستحق باسم القرابة ، غير أنه يعطى القريب والبعيد .

وقال : يفضل الذكر على الأنثى فيعطى الرجل سهمين ، والأنثى سهماً .

قال القرطبي{[17353]} : " ليست اللاَّم في " لِذِي القُرْبَى " لبيان الاستحقاق والملك ، وإنّما هي للمصرف والمحل " .

قوله : { واليتامى والمساكين وابن السبيل } اليتامى : جمع " يَتيمٍ " وهو الصغير المسلم الذي لا أب له إذا كان فقيراً ، و " المَسَاكِين " هم أهْلُ الفاقة والحاجة من المسلمين ، و " ابْنِ السَّبيلِ " هو المسافر البعيد عن مالهِ ، فهذا مصرف خمس الغنيمة ويقسم أربعة أخماس الغنيمة بين الغانمين الذين شهدُوا الوقعة ، للفارس ثلاثة أسهم سهم له وسهمان لفرسه ، وللرَّاجل سهم ، لما روى ابنُ عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسْهَمَ لرجلٍ ولفرسه ثلاثة أسهم سَهْماً له وسهمين لفرسه " {[17354]}

وهذا قولُ أكثر أهل العلم ، وإليه ذهب الثوريُّ ، والأوزاعيُّ وابن المبارك والشافعيُّ واحمد وإسحاق .

وقال أبو حنيفة : للفارس سهمان وللرَّاجلِ سهم ، ويرضخ للعبيد ، والنسوان ، والصبيان إذا حضروا القتال .

قال القرطبيُّ : " إذا خرج العبدُ ، وأهلُ الذِّمة وأخذوا مال أهل الحرب فهو لهم ولا يخمس " لأنه لم يوجب عليهم خيل ولا ركاب .

ويقسم العقار الذي استولى عليه المسلمون كالمنقولِ ، وعند أبي حنيفة يتخيَّرُ الإمام في العقار بين أن يقسمه بينهم وبين أن يجعله وقْفاً على المصالح .

وظاهر الآية لا يفرق بين العقار والمنقول ، ومن قتل مُشركاً استحقَّ سلبه من رأس الغنيمة لما روي عن أبي قتادة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قَتل قتيلاً له عليه بيِّنة فله سلبه " {[17355]}

والسَّلبُ : كل ما يكون على المقتول من ملبوس وسلاح وفرسه الذي يركبه .

ويجوز للإمام أن ينفل{[17356]} بعض الجيش من الغنيمة لزيادة عناءٍ وبلاء يكون منهم في الحرب يخُصُّهم به من بين سائر الجيش ، ويجعلهم أسوة الجماعة في سائر الغنيمة ، لما روى ابن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان يُنفِّلُ بعض من يبعث من السَّرايا لأنفسهم خاصة سوى عامة الجيش " {[17357]}

وروى حبيب بن مسلمة الفهري قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم " نَفَّلَ الرُّبعَ في البَدْأة والثُّلثَ في الرَّجْعَةِ " {[17358]}

واختلف في النفل من أين يعطى ؟ .

فقال قوم : يعطى من خمس الخمس من سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قول سعيد بن المسيب وبه قال الشافعي ، وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَا لي مِمَّا أفاء الله عليكم إلا الخمس والخُمسُ مردودٌ فيكم " {[17359]}

وقال قومٌ : هو من الأربعة أخماس بعد إفراد الخمس كسهام الغزاة وهو قول أحمد وإسحاق .

وذهب بعضهم إلى أنَّ النَّفْلَ من رأس الغنيمةِ قبل التخميس كالسّلب للقاتل{[17360]} .

فصل

دلَّت هذه الآية على جوازِ قسمة الغنيمة في دار الحربِ ، لقوله : { واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ } الآية . فاقتضى ثبوت الملك لهؤلاء في الغنيمة وإذا ثبت لهم الملك وجب جواز القسمة .

وروى الزمخشريُّ عن الكلبيِّ : " أنَّ هذه الآية نزلت ببدرٍ " {[17361]} .

وقال الواقديُّ " كان الخمس في غزوة بني قينقاع بعد بدر بشهر وثلاثة أيام للنصف من شوال على رأس عشرين شهراً من الهجرة " {[17362]} .

فصل

قال القرطبيُّ{[17363]} : " لمَّا بيَّن اللَّهُ تعالى حكم الخمس وسكت عن الأربعة أخماس دل على أنها ملك للغانمين . وملك النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، إلاَّ أن الإمام مخير في الأسرى بين المن بالأمان كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بثمامة بن أثال ، وبين القتل كما قتل النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي مُعيط من بين الأسرى صبراً ، وقتل ابن الحرث صبراً ، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سهم كسهم الغانمين حضر أو غاب ، وسهم الصفيّ يصطفي سيفاً أو خادماً أو دابة ، وكانت صَفية بنت حُيَيّ من الصَّفيِّ من غنائم خيبر ، وكذلك ذو الفقار كان منه ، وقد انقطع إلا عند أبي ثور فإنه رآه باقياً للإمام يجعله حيث شاء [ وكان أهل الجاهلية ] يرون للرئيس ربع الغنيمة قال شاعرهم : [ الوافر ]

لكَ المِرْبَاعُ مِنْهَا والصَّفايَا *** وحُكْمُكَ والنَّشيطةُ والفُضُول{[17364]}

يقال ربع الجيش يربعه : إذا أخذ ربع الغنيمة . قال الأصمعي : ربع في الجاهلية وخمّس في الإسلام ، فكان يأخذ منها ثم يتحكم بعد الصَّفيِّ في أي شيء أراد ، وكان ما فضل منها من خرثيّ ومتاع له ، فأحكم الله تعالى الدين بقوله : { واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ } فأبقى سهم الصَّفيِّ لنبيّه وأسقط حكم الجاهلية .

قوله : " إن كُنتُم " شرطٌ ، جوابه مقدرٌ عند الجمهور ، لا متقدم ، أي : إن كنتم آمنتم فاعلموا أنَّ حكم الخمس ما تقدَّم ، أو : فاقبلوا ما أمرتم به .

والمعنى : واعلمُوا أنَّما غَنِمْتُم من شيءٍ فانَّ للَّهِ خُمُسَه وللرَّسُولِ يأمر فيه ما يريد ، فاقبلوه إن كنتم آمنتم باللَّهِ ، وبالمنزل على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، وهو قوله : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنفال } [ الأنفال : 1 ] لمَّا نزلت في يوم بدر ، وهو يوم الفرقان فرق اللَّهِ فيه بين الحقِّ والباطل ، وهو يوم التقى الجمعان ، حزب الله وحزب الشيطان ، وكان يوم الجمعة سبع عشر مضت من رمضان .

وقوله " ومَا أنزلْنَا " عطفٌ على الجلالة ، فهي مجرورةُ المحلِّ ، وعائدُها محذوف ، وزعم بعضهم أنَّ جواب الشَّرطِ متقدم عليه ، وهو قوله ف { نِعْمَ المولى } [ الأنفال : 40 ] . وهذا لا يجوز على قواعد البصريين .

قوله : " يَوْمَ الفُرقِانِ " يجوزُ فيه ثلاثةُ أوجهٍ :

أحدها : أن يكُون منصوباً ب " أنزَلْنَا " أي : أنزلْنَاهُ في يوم بدر ، الذي فُرِقَ فيه بين الحق والباطل .

الثاني : أن ينتصبَ بقوله " آمنتُم " أي : إن كنتم آمنتم في يوم الفرقانِ ، ذكره أبُو البقاءِ .

الثالث : يجوزُ أن يكون منصوباً ب " غَنِمْتُم " .

قال الزَّجَّاجُ : أي : ما غنمتم في يومِ الفرقان فحكمه كذا وكذا .

قال ابن عطية{[17365]} : " وهذا تأويلٌ حسنٌ في المعنى ، ويعترضه أنَّ فيه الفصل بين الظرف وما يعمل فيه بهذه الجملةِ الكثيرةِ الألفاظِ " ، وهو ممنوعٌ أيضاً من جهةٍ أخرى أخصّ من هذه . وذلك أنَّ " ما " إمَّا شرطية ، كما هو رأي الفرَّاءِ ، وإمَّا موصولة ، فعلى الأوَّل يُؤدِّي إلى الفصل بين فعل الشَّرط ، ومعموله بجملة الجزاء ، ومتعلَّقاتها ، وعلى الثَّاني يُؤدِّي إلى الفصلِ بين فعل الصلة ومعموله بخبر " أنَّ " .

قوله { يَوْمَ التقى الجمعان } فيه وجهان :

أحدهما : أنَّهُ بدل من الظرف قبله .

والثاني : أنه منصوب ب " الفرقان " ؛ لأنَّه مصدرٌ ، فكأنه قيل : يوم فرق فيه في يوم التقى الجمعان أي : الفرق في يوم التقاء الجمعين .

وقرأ زيد{[17366]} بن علي : " عَلَى عُبُدنَا " بضمتين ، وهو جمع " عَبْد " وهذا كما قد قرئ { وَعَبَدَ الطاغوت } [ المائدة : 60 ] ، والمراد بالعُبُد في هذه القراءة هنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين ، والمراد ب " مَا أنزلْنَا " أي : الآيات والملائكة ، والفتح في ذلك اليوم . { والله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي : يقدر على نصركم وأنتم قليلون .

قوله " إذْ أنتُم " في هذا الظَّرف أربعةُ أوجهٍ :

أحدها : أنَّهُ منصوبٌ ب " اذكُرُوا " مُقدراً ، وهو قول الزَّجَّاجِ .

الثاني : أنَّهُ بدلٌ من " يَوْمَ الفرقانِ " أيضاً .

الثالث : أنه منصوب ب " قديرٌ " وهذا ليس بواضحٍ ؛ إذ لا يتقيَّد اتِّصافه بالقدرة بظرفٍ من الظُّروف .

الرابع : أنه منصوبٌ ب " الفُرْقَانِ " أي : فرق بين الحقِّ والباطل إذْ أنتم بالعُدَّوَةِ .


[17340]:البيت للأخطل: ينظر: العمدة 2/273، المغني 1/37، شرح المفصل 3/115، الهمع 1/136، والدرر 1/115، والخزانة 1/457، شرح شواهد المغني 2/918 الأشباه والنظائر 8/46، أمالي ابن الحاجب 1/158، ورصف المباني ص 119، شرح الرضي 1/103، والدر المصون 3/419.
[17341]:البيت للأعشى. ينظر: ديوانه ص 385، الإنصاف ص 180، وخزانة الأدب 5/420-422، 10/450، وشرح أبيات سيبويه 2/86، وشرح شواهد الإيضاح ص 114، وشرح شواهد المغني ص 924، والكتاب 3/72، والأشباه والنظائر 8/45، شرح المفصل 3/115، ومغني اللبيب ص 605 وابن الشرجي 1/295، وشرح جمل الزجاجي 295 والدر المصون 3/420.
[17342]:ينظر: ديوانه (24) شرح المفضليات 3/1340، والقرطبي 8/3 والتهذيب 15/552 واللسان "أني" والدر المصون 3/420.
[17343]:البيت لامرىء القيس. ديوانه (99) ، والكامل 2/143، والعمدة 1/103، ومجاز القرآن 2/224، والبحر المحيط 4/492، والتهذيب 9/197، وشرح المفضليات 1/421، واللسان "نقب" والدر المصون 3/420.
[17344]:ينظر: الكشاف 2/221، المحرر الوجيز 2/531، البحر المحيط 4/493-494، الدر المصون 3/420.
[17345]:ينظر: الكشاف 2/221، المحرر الوجيز 2/531.
[17346]:ينظر: الدر المصون 3/420.
[17347]:الغنيمة في اللغة ما ينال الرجل أو الجماعة بسعي، ومن ذلك قول الشاعر: وقد طوفت في الآفاق حتى *** رضيت من الغنيمة بالإياب وتطلق الغنيمة على الفوز بالشيء بلا مشقة، ومنه قولهم للشيء يحصل عليه الإنسان عفوا بلا مشقة "غنيمة باردة" خصت في عرف الشرع بمال الكفار يظفر به المسلمون على وجه القهر والغلبة وهو تخصيص من الشرح لا تقتضيه اللغة. وقد سمى الشرع المال الواصل من الكفار إلى المسلمين في حال الحرب باسمين، غنيمة وفيء وقد اختلف العلماء فيما هي الغنيمة والفيء –فقال بعضهم: الغنيمة ما أخذ عنوة من الكفار في الحرب، والفيء ما أخذ عن صلح. وهو قول الشافعي. وقال بعضهم: الغنيمة ما أخذ من مال منقول، والفيء الأرضون قاله مجاهد، وقال آخرون: الغنيمة والفيء بمعنى واحد. والغنيمة: اسم لما أخذه المسلمون من الكفار بإيجاف الخيل أو الركاب فما أخذه المسلمون من أهل الذمة أو من الكفار بغير إيجاف خيل ولا ركاب، وما أخذه الذميون من أهل الحرب لا يسمى غنيمة ولا تجري عليه أحكامها. وقد صح أن الغنيمة كانت محرمة في الشرائع السابقة، وإنما أبيحت لأمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة، قال تعالى في سورة الأنفال: {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} . وعد من ما فضل الله به الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم- ونصرت بالرعب- وأحلت لي الغنائم- وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا- وأرسلت إلى الخلق كافة- وختم بي النبيون" وروى البخاري عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتا، ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات، وهو ينظر ولادها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احسبها علينا فحبست حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم فجاءت –يعني النار- لتأكلها فلم تطعمها فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده فقال: فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال: فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس البقرة من الذهب، فوضعوها فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، ثم رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا". وبهذه الآية والأحاديث أخذت الغنائم في الإسلام حكم الحل ونزل فيها قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه} الآية- بيانا لطريق قسمتها. والحكمة في حل الغنائم أن المجاهدين لما خرجوا عن أموالهم وأولادهم، وتركوا الاشتغال بأمور معاشهم رغبة في الجهاد في سبيل الله، ونشر دينه وإعلاء كلمته، وعرضوا أنفسهم لركوب الأخطار واستقبال الموت من أبوابه المختلفة، تفضل الله عليهم بإباحة الغنائم لهم تقوية لعزائمهم وحفزا لهممهم وتنشيطا لهم على الجهاد، وكسرا لشوكة الكفار وإذلالا لهم بقتلهم، وأسرهم، وسلب ما يتمتعون به من نعم الله التي أغدقها عليهم، ولم يقوموا بشكرها، وإيذانا بأنهم ليسوا أهلا لها، لعنادهم واستكبارهم عن عبادته. والمال المغنوم من الكفار إما أن يكون عقارا أو منقولا وقد اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز المن بالمنقول استقلالا على الكفار بل يكون ملكا للمسلمين يجب تخميسه كما ورد في قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء} الآية- وقال الحنفية: يجوز المن به تبعا كأدوات الزراعة بالقدر الذي يهيىء لهم العمل في الأرض وذلك لتوقف منفعة الأرض على الآلات. وأما العقار فقد اختلفوا فيه على المذاهب الآتية: فالشافعية، وأحمد في رواية عنه يرون أنه يجب قسمته بين الغانمين كالمنقول، ولا يجوز المن به على الكفار- والمالكية: وأحمد في رواية أخرى يرون أنه يترك لجميع المسلمين، ولا يختص أحد بملك شيء منه، وهذا عند المالكية في غير الدور، أما هي فالمعتمد أنها لا تقسم. ويرى الحنفية أن الإمام مخير فيه بين القسمة على الغانمين وبين أن يمن به على أهله تمليكا لهم في مقابل ضرب الجزية عليه والخراج على الأرض، ويكونون أحرارا ذمة للمسلمين. ويرى الحنابلة في رواية ثالثة أن الإمام مخير بين قسمتها على الغانمين وبين وقفها على جميع المسلمين، وضرب الخراج عليها قالوا: وهي ظاهر المذهب.
[17348]:أثر قتادة. أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/250) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/336) وعزاه لعبد الرزاق وانظر: معالم التنزيل (2/249). أثر إبراهيم النخعي. أخرجه الطبري في "تفسيره" (6/250) وانظر معالم التنزيل للبغوي (2/249). أثر الشعبي. ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/336) وعزاه إلى عبد الرزاق في "المصنف" وابن أبي شيبة وابن المنذر. أثر عطاء. ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/336) وعزاه إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
[17349]:ذكره البغوي في "تفسيره" (2/249) عن أبي العالية.
[17350]:السلب هو ثياب القتيل وآلات حربه كالسيف، والرمح، والدرع والدابة التي يركبها والتي تكون بجانبه، وما معه من حلي ومال على خلاف لبعض الفقهاء في بعض ما ذكر.
[17351]:اختلف الفقهاء في أن السلب حق للقاتل أو حق للإمام إن شاء وعد بالتنفيل به وإن شاء وضعه في الغنيمة على مذاهب متعددة.
[17352]:أخرجه البخاري (6/281) كتاب الخمس: باب الدليل على أن الخمس للإمام... حديث (3140) وأحمد (8114، 83، 85) والشافعي (1160) وأبو داود (2978- 2980) والنسائي (2/178) وابن ماجه (2881) وأبو عبيد في "الأموال" (842) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/166) والبيهقي (6/341) والطبري في "تفسيره" (6/252) من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم.
[17353]:ينظر: تفسير القرطبي 8/9.
[17354]:أخرجه أحمد (2/2، 41) وأبو داود (2733) والدارمي (2/225) وابن ماجه (2854) وابن الجارود (1084) والبيهقي (6/325) من حديث ابن عمر. وأخرجه البخاري أيضا عن ابن عمر (2/216) بلفظ: أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للفرس سهمين ولصاحبه سهما.
[17355]:أخرجه مالك (2/454-455) كتاب الجهاد: باب ما جاء في السلب في النفل حديث (18) والبخاري (6/247) كتاب فرض الخمس: باب من لم يخمس الأسلاب حديث (3142) ومسلم (3/1370) كتاب الجهاد والسير: باب استحقاق القاتل سلب القتيل حديث (41/1751) وأبو داود (2717) وابن ماجه (2/946) كتاب الجهاد: باب المبارزة والسلب حديث (2837) وأحمد (5/295، 260) من حديث أبي قتادة.
[17356]:هو بالتحريك مأخوذ من النفل بالسكون معنها الزيادة. وشرعا: زيادة على سهم الغنيمة يمنحها الإمام لبعض الغزاة وهي قد تكون جزاء على أثر محمود قام به الغازي كمبارزة، وحسن إقدام، وهذا يسمى إنعاما ومكافأة، وقد يكون عدة من الأمير لمن يفعل ما فيه زيادة مكايدة للكفار كالتقدم على طليعة، والتهجم على قلعة وهذا يسمى جعالة.
[17357]:أخرجه البخاري (6/237) كتاب فرض الخمس: باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين حديث (3134) ومسلم (3/1368) كتاب الجهاد والسير: باب الأنفال حديث (35/1749) من حديث ابن عمر.
[17358]:أخرجه أحمد (4/160) وأبو عبيد في "الأموال" ص (396) كتاب الخمس وأحكامه وسننه: باب النفل والربع بعد الخمس حديث (800) وأبو داود (2749) وابن ماجه (2/951-952) رقم (2853) وابن الجارود (ص 361-362) حديث (1079) والحاكم (2/133) والبيهقي (6/314) من حديث حبيب بن مسلمة الفهري. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
[17359]:أخرجه أبو داود (2755) والبيهقي (6/339) والحاكم (3/616) من حديث عمرو بن عبسة. وأخرجه أبو داود (2694) والنسائي (2/178) وابن الجارود (1080) وأحمد (2/184) والبيهقي (6/336-337) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وأخرجه النسائي (2/179) والحاكم (3/49) والبيهقي (6/303) وابن ماجه (2850) من حديث عبادة بن الصامت. وأخرجه أحمد (4/127-128) من حديث أم حبيبة بنت العرباض بن سارية عن أبيها وذكره الهيثمي في "المجمع" (5/340) وعزاه للبزار والطبراني وقال: وفيه أم حبيبة بنت العرباض ولم أجد من وثقها ولا جرحها وبقية رجاله ثقات.
[17360]:اختلف الفقهاء في محل النفل من الغنيمة على مذاهب، فلتنظر في مظانها من كتب الفقه.
[17361]:ينظر: الكشاف للزمخشري 2/222.
[17362]:ينظر: المصدر السابق وفي ب: الحجة.
[17363]:ينظر: تفسير القرطبي 8/10.
[17364]:ينظر: تفسير القرطبي 8/11، واللسان (ربع).
[17365]:ينظر: المحرر الوجيز 2/531-532.
[17366]:ينظر: الكشاف 2/223، البحر المحيط 4/495، الدر المصون 3/421.