تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَـٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (70)

{ من تاب } من الزنا { وآمن } من الشرك وعمل صالحاً بعد السيئات . { حسنات } يبدلون في الدنيا بالشرك إيماناً وبالزنا إحصاناً ، وذكر الله تعالى بعد نسيانه وطاعته بعد عصيانه ، أو في الآخرة من غلبت سيئاتُه حسناته بُدلت سيئاته حسنات ، أو يبدل عقاب سيئاته إذا تاب منها بثواب حسناته التي انتقل إليها . { غفورا } لما سبق على التوبة . { رحيما } بعدها . لما قتل وحشي حمزة كتب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . هل لي من توبة فإن الله تعالى أنزل بمكة إياسي من كل خير . { والذين لا يدعون مع الله } الآية [ 68 ] وأن وحشياً قد زنا وأشرك وقتل النفس فأنزل الله تعالى : { إلاّ من تاب } من الزنا وآمن بعد شرك وعمل صالحاً بعد السيئات الآية . فكتب بها الرسول صلى الله عليه وسلم اليه فقال : هذا شرط شديد ولعلي لا أبقى بعد التوبة حتى أعمل صالحاً . فكتب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هل من شيء أوسع من هذا . فنزلت { إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به } الآية [ النساء : 48 ] فكتب بها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وحشي فقال : إني أخاف أن لا أكون من مشيئة الله فنزل في وحشي وأصحابه { قل يا عبادي الذين أسرفوا } الآية [ الزمر : 53 ] فبعث بها إلى وحشي فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلم .