التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَـٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (70)

قوله تعالى { يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما }

قال البخاري : حدثنا سعد بن حفص ، حدثنا شيبان عن منصور عن سعيد ابن جبير قال : قال ابن أبزى سُئل ابن عباس عن قوله تعالى { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } وقوله { ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق -حتى بلغ- إلا من تاب وآمن } فسألته فقال : لما نزلت قال أهل مكة : فقد عدلنا بالله ، وقتلنا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأتينا الفواحش . فأنزل الله { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا -إلى قوله- غفورا رحيما } .

( صحيح البخاري 8/353 ح4765 -ك التفسير-سورة الفرقان ، الآية ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات } قال : هم المؤمنون كانوا قبل إيمانهم على السيئات ، فرغب الله بهم عن ذلك فحولهم إلى الحسنات ، وأبدلهم مكان السيئات حسنات .

قال مسلم : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة . وآخر أهل النار خروجا منها ، رجل يؤتى به يوم القيامة . فيُقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتُعرض عليه صغار ذنوبه ، فيقال : عملت يوم كذا وكذا ، كذا وكذا . وعملت يوم كذا وكذا ، كذا وكذا . فيقول : نعم . لا يستطيع أن يُنكر . وهو مُشفق من كبار ذنوبه أن تُعرض عليه فيُقال له : فإنّ لك مكان كل سيئة حسنة . فيقول : رب ! قد عملت أشياء لا أراها ههنا ، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه .

( الصحيح1/177ح190-ك الإيمان ، ب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ) .