مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} (30)

ثم لما بين المسائل وأتقن الدلائل ولم ينفعهم قال تعالى : { فأعرض عنهم } أي لا تناظرهم بعد ذلك وإنما الطريق بعد هذا القتال . وقوله : { وانتظر إنهم منتظرون } يحتمل وجوها أحدها : وانتظر هلاكهم فإنهم ينتظرون هلاكك ، وعلى هذا فرق بين الانتظارين ، لأن انتظار النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى بعد وعده وانتظارهم بتسويل أنفسهم والتعويل على الشيطان وثانيها : وانتظر النصر من الله فإنهم ينتظرون النصر من آلهتهم وفرق بين الانتظارين وثالثها : وانتظر عذابهم بنفسك فإنهم ينتظرونه بلفظهم استهزاء ، كما قالوا : { فأتنا بما تعدنا } [ الأعراف : 70 ] وقالوا { متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } [ النمل : 71 ] إلى غير ذلك ، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب .

والحمد لله رب العالمين وصلاته على سيد المرسلين محمد النبي وآله وصحبه أجمعين ، وعلى أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين .