المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} (30)

ثم أمره تعالى بالإعراض عن الكفار وانتظار الفرج ، وهذا مما نسخته آية السيف{[9440]} . وقوله تعالى : { إنهم منتظرون } أي العذاب ، بمعنى هذا حكمهم وإن كانوا لا يشعرون ، وقرأ محمد بن السميفع «منتظَرون » بفتح الظاء أي للعذاب النازل بهم{[9441]} .


[9440]:في قوله تعالى في الآية 5 من سورة براءة: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد}. قال القرطبي: "وقيل: الآية غير منسوخة؛ إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال كالهدنة وغيرها".
[9441]:ورويت هذه القراءة عن مجاهد، وابن محيصن، قال الفراء: "ولا يصح هذا إلا بإضمار، مجازه: إنهم منتظرون بهم"، وقال أبو حاتم:"الصحيح الكسر، أي: انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك". وقد وضح بعضهم المعنى على قراءة الفتح فقال:"معناها: وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظرهلاكهم، يعني أنهم هالكون لا محالة، وانتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه"، ذكر ذلك الزمخشري، وهو معنى قول ابن عطية، وقد أخذه عن الفراء والله أعلم.