فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} (30)

{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي عن سفههم وتكذيبهم ولا تجبهم إلا بما أمرت به { وانتظر إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } أي وانتظر يوم الفتح ، وهو يوم القيامة ، أو يوم إهلاكهم بالقتل ، إنهم منتظرون بك حوادث الزمان من موت أو قتل أو غلبة كقوله : { فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ } [ التوبة : 52 ] ويجوز أن يراد : إنهم منتظرون لإهلاكهم ، والآية منسوخة بآية السيف . وقيل غير منسوخة ، إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال . وقرأ ابن السميفع : { نهم منتظرون } بفتح الظاء مبنياً للمفعول ، ورويت هذه القراءة عن مجاهد وابن محيصن . قال الفراء : لا يصح هذا إلا بإضمار ، أي إنهم منتظر بهم . قال أبو حاتم : الصحيح الكسر ، أي انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك .

/خ30