إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} (30)

{ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } ولا تُبالِ بتكذيبِهم { وانتظر } النُّصرةَ عليهم وهلاكَهم { إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } قيل : أيِ الغلبةَ عليكم كقولِه تعالى : { فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ } [ سورة التوبة ، الآية 52 ] والأظهرُ أنْ يقالَ : إنَّهم منتظرون هلاكَهم كما في قوله تعالى : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مّنَ الغمام } [ سورة البقرة ، الآية210 ] الآيةَ ، ويقرُبُ منه ما قيلَ وانتظرْ عذابَنا إنَّهم مُنتظروه فإنَّ استعجالَهم المذكورَ وعكوفَهم على ما هُم عليه من الكُفر والمَعاصي في حُكم انتظارِهم العذابَ المترتِّبَ عليه لا محالةَ . وقرئ على صيغةِ المفعولِ على مَعْنى أنَّهم أحقَّاءُ بأنْ يُنتظرَ هلاكُهم أو فإنَّ الملائكةَ ينتظرونَهُ .

ختام السورة:

عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : ( مَن قرأَ ألم تنزيلُ وتباركَ الذي بيدِه الملكُ أُعطيَ من الأجرِ كأنَّما أحيى ليلةَ القدرِ ) . وعنه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : ( مَن قرأَ ألم تنزيلُ في بيتِه لم يدخُلْه الشَّيطانُ ثلاثةَ أيَّامٍ ) .