ولما كانت نتيجة سماعهم لهذه الأدلة استهزاءهم حتى بسؤالهم عن يوم الفتح ، وأجابهم سبحانه عن تعيينه بذكر حاله ، وكان صلى الله عليه وسلم لشدة حرصه على نفعهم{[54914]} ربما أحب إعلامهم بما طلبوا وإن كان يعلم أن ذلك منهم{[54915]} استهزاء رجاء أن ينفعهم نفعاً ما ، سبب سبحانه عن إعراضه عن إجابتهم ، أمره لهذا الداعي الرفيق والهادي الشفيق بالإعراض عنهم أيضاً ، فقال مسلياً له مهدداً لهم : { فأعرض عنهم } أي{[54916]} غير مبال بهم{[54917]} وإن اشتد أذاهم { وانتظر } أي ما نفعل{[54918]} بهم مما فيه إظهار أمرك {[54919]}وإعلاء دينك ، ولما كان الحال مقتضياً لتردد السامع في حالهم هل هو الانتظار ، أجيب على سبيل التأكيد بقوله : { إنهم منتظرون * } أي ما يفعل بك وما يكون من عاقبة أمرك{[54920]} فيما تتوعدهم به وفي غيره ، وقد انطبق آخرها على أولها بالإنذار بهذا الكتاب ، وأعلم بجلالته وجزالته وشدته وشجاعته أنه ليس فيه نوع ارتياب ، وأيضاً فأولها في التكذيب بتنزيله ، وآخرها في الاستهزاء بتأويله ،
{ يوم يأتي تأويله{[54921]} يقول الذين نسوه من قبل }[ الأعراف : 53 ] - الآية{[54922]} ، وأيضاً فالأول في التكذيب بإنزال الروح المعنوي ، والآخر {[54923]}في التكذيب{[54924]} بإعادة الروح العيني الحسي الذي ابتدأه أول مرة والله الهادي إلى الصواب .
وقد انطبق آخرها على أولها بالإنذار بهذا الكتاب ، وأعلم بجلالته وجزالته وشدته وشجاعته أنه ليس فيه نوع ارتياب ، وأيضاً فأولها في التكذيب بتنزيله ، وآخرها في الاستهزاء بتأويله ،
{ يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل }[ الأعراف : 53 ] - الآية ، وأيضاً فالأول في التكذيب بإنزال الروح المعنوي ، والآخر في التكذيب بإعادة الروح العيني الحسي
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.