مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ} (20)

أما قوله تعالى : { كتاب مرقوم } ففيه تأويلان ( أحدهما ) : أن المراد بالكتاب المرقوم كتاب أعمالهم ( والثاني ) : أنه كتاب موضوع في عليين كتب فيه ما أعد الله لهم من الكرامة والثواب ، واختلفوا في ذلك الكتاب ، فقال مقاتل : إن تلك الأشياء مكتوبة لهم في ساق العرش . وعن ابن عباس أنه مكتوب في لوح من زبرجد معلق تحت العرش . وقال آخرون : هو كتاب مرقوم بما يوجب سرورهم ، وذلك بالضد من رقم كتاب الفجار بما يسوءهم . ويدل على هذا المعنى قوله : { يشهده المقربون } يعني الملائكة الذي هم في عليين يشهدون ويحضرون ذلك المكتوب ، ومن قال : إنه كتاب الأعمال ، قال : يشهد ذلك الكتاب إذا صعد به إلى عليين المقربون من الملائكة كرامة للمؤمن .