روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{صِرَٰطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ} (53)

{ صراط الله } بدل من الأول وإضافته إلى الاسم الجليل ثم وصفه بقوله تعالى : { الذي لَهُ مَا في السموات وَمَا فِي الأرض } لتفخيم شأنه وتقرير استقامته وتأكيد وجوب سلوكه فإن كون جميع ما فيهما من الموجودات له تعالى خلفاً وملكاً وتصرفاً مما يوجب ذلك أتم إيجاب .

{ أَلاَ إلى الله تَصِيرُ الامور } أي أمور من فيهما قاطبة لا إلى غيره تعالى وذلك بارتفاع الوسائط يوم القيامة ففيه من الوعد للمهتدين إلى الصراط المستقيم والوعيد للضالين عنه ما لا يخفي ، وصيغة المضارع على ما قررنا على ظاهرها من الاستقبال ، وقال في «البحر » : المراد بها الاستمرار كما في زيد يعطي أي من شأنه ذلك ، والأول أظهر والله تعالى أعلم .

تمت السورة بتوفيق الله عز وجل والصلاة والسلام على أول نور أشرق من شمس الأزل وبها والحمد لله تعالى .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{صِرَٰطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ} (53)

{ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } { صراط } بدل ، من { صراط } الأول . والمراد به القرآن ، أو الإسلام فهو طريق الله المستقيم يهتدي به السالكون فيأمنون وينجون ، فلا يتعثرون ولا يضلون ؛ لأنه دين الحق المبين ، دين الله مالك السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من ملائكة وأناسي وجنٍّ وخلائق آخرين .

قوله : { أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ } ذلك وعيد من الله للعباد ، يدركه كل بصير حاذر مدَّكر . وذلك في بضع كلمات سريعة قلائل ، لهن من روعة التأثير وقوة النفاذ إلى الذهن والجنان ما يستنفر في النفس دوام الفزع والحذر والترقب من هول ما هو آتٍ ، حين تصير الأشياء والخلائق كلها إلى الله يوم القيامة{[4123]} .


[4123]:تفسير القرطبي ج 16 ص 59 وتفسير الرازي ج 27 ص 191 وفتح القدير ج 4 ص 545.