التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{صِرَٰطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ} (53)

{ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ } { صراط } بدل ، من { صراط } الأول . والمراد به القرآن ، أو الإسلام فهو طريق الله المستقيم يهتدي به السالكون فيأمنون وينجون ، فلا يتعثرون ولا يضلون ؛ لأنه دين الحق المبين ، دين الله مالك السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من ملائكة وأناسي وجنٍّ وخلائق آخرين .

قوله : { أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ } ذلك وعيد من الله للعباد ، يدركه كل بصير حاذر مدَّكر . وذلك في بضع كلمات سريعة قلائل ، لهن من روعة التأثير وقوة النفاذ إلى الذهن والجنان ما يستنفر في النفس دوام الفزع والحذر والترقب من هول ما هو آتٍ ، حين تصير الأشياء والخلائق كلها إلى الله يوم القيامة{[4123]} .


[4123]:تفسير القرطبي ج 16 ص 59 وتفسير الرازي ج 27 ص 191 وفتح القدير ج 4 ص 545.