الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{صِرَٰطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ} (53)

ثم بين الصراط وفسره فقال : { صراط الله الذي له ما في السموات } أي : طريق الله{[61122]} الذي دعا إليه عباده .

وقال الضحاك : إلى صراط مستقيم ، إلى دين ( مستقيم ، دين ){[61123]} الله الذي له ، وفي ملكه وقدرته وسلطانه جميع ما في السماوات وما في الأرض .

ثم قال : { ألا إلى الله تصير الأمور } أي : ترد أمور جميع الخلق إلى الله عز وجل يوم القيامة فيقضى بينهم بالعدل ، وأمورهم ( أيضا في الدنيا ){[61124]} إلى الله سبحانه . وإنما خص ذكر يوم القيامة – هنا – لأنه يوم لا يدعي فيه أحد لنفسه شيئا ولا يتجبر فيه أحد ، ولا يدعي{[61125]} أحد ملكا ولا سلطانا إلا الله سبحانه .

والدنيا فيها الجبارون والملوك والمُدَّعُون الباطل ، فلذلك خص ذكر يوم القيامة برجوع الأمور إليه تعالى ذكره ، وإن كانت في الدنيا بيده وفي حكمه وقبضته وعن مشيئته تكون ، لا إله إلا هو .


[61122]:فوق السطر في (ت).
[61123]:ساقط من (ت).
[61124]:(ح): في الدنيا أيضا.
[61125]:(ت): يدعا.