تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{صِرَٰطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ} (53)

49

المفردات :

تصير الأمور : ألا إلى الله وحده -لا إلى غيره- يرجع شأن الخلق وأمورهم كلها يوم القيامة .

التفسير :

53- { صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور } .

إنك أيها الرسول الكريم تهدي إلى صراط مستقيم ومنهج واضح ، وتحمل لواء النور والهدى ، هذا الصراط المستقيم الذي ترشد إليه هو طريق الله ومنهجه ، وهو سبحانه المالك الحقيقي لهذا الكون كله ، فهو مالك السماء وما فيها ، والأرض وما عليها ، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم : ( اللهم رب السماء وما أظلت ، والأرضين وما أقلت ، والشياطين وما أضلت ، كن لي جارا من شرار خلقك عز جارك )26 .

{ ألا إلى الله تصير الأمور } .

إن أمور الخلائق جميعا ترجع إليه يوم القيامة ، وقد انتهت الوسائط والعلائق ، وقام الناس لرب العالمين ، وهو المطلع على النوايا والخفايا ، والمجازي والمكافئ ، وفي هذا وعد بحسن الجزاء للمؤمنين ، ووعيد بالعقاب للكافرين .

قال تعالى : { يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } . ( الزلزلة : 6-8 ) .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

ختام السورة:

خلاصة ما تضمنته سورة الشورى

1- إنزال الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2- اختلاف الأديان ضروري للبشر .

3- أصول الشرائع واحدة لدى جميع الرسل .

4- اختلاف المختلفين في الأديان بغي وعدوان ، لأنه اختلاف بعد علم الحقيقة الناصعة .

5- إنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن قامت الأدلة على صدقه .

6- استعجال المشركين لمجيء الساعة ، وإشفاق المؤمنين منها .

7- من يعمل للدنيا يؤت منها ، وما له حظ في الآخرة ، ومن يعمل للآخرة يوفقه الله للخير ويضاعف له الثواب .

8- ينزل الله الرزق بحسب ما يرى من المصلحة .

9- من الأدلة على وجود الله تعالى خلق السماوات والأرض ، وجري السفن في البحار .

10- ذكر لوحة هادفة وصورة ممتازة للمؤمنين ، فهم يتمتعون بصفات كريمة ، منها ما يأتي :

التوكل على الله ، البعد عن الكبائر ، ضبط النفس عند الغضب ، الاستجابة لأمر الله ، إقام الصلاة ، الاعتماد على الشورى في أمور الدولة وأمور الأسرة والمؤسسات .

11- جزاء السيئة سيئة مثلها ، فمن عفا وأصلح فأجره على الله .

12- ليس على الرسول إلا البلاغ .

13- أقسام الوحي إلى البشر .

14- القرآن هداية ، والرسول صلى الله عليه وسلم حامل مصباح الهداية .

11 في ظلال القرآن بقلم سيد قطب 24/7 .

2 رواه الإمام أحمد ، ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

3 ألا وإن العربية ليست لكم بأب ولا أم :

ذكره الهندي في كنز العمال ( 37132 ) عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي فقال : هؤلاء الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل فما بال هؤلاء ؟ فقام إليه معاذ بن جبل فأخذ بتلابيبه حتى أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بمقالته ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا يجر رداءه حتى دخل المسجد ، ثم نودي : الصلاة جامعة ! فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( يا أيها الناس ، إن الرب رب واحد ، وإن الأب أب واحد ، وإن الدين دين واحد ، ألا وإن العربية ليست لكم بأب ولا أم إنما هي لسان ، فمن تكلم بالعربية فهو عربي ) ، فقال معاذ وهو آخذ بتلابيبه : يا رسول الله ، ما تقول في هذا المنافق ؟ فقال : ( دعه إلى النار ) ، قال : فكان فيمن ارتد فقتل في الردة .

4 انظر تفسير الألوسي .

5 التفسير الوسيط : المجلد الثالث ، الحزب التاسع والأربعون ، ص 738 .

6 نقلا عن : في ظلال القرآن ، المجلد 5 ص 3149 .

7 إن الصدقة توضع في يد الله :

رواه البخاري في الزكاة ( 1410 ) وفي التوحيد ( 7429 ) ومسلم في الزكاة ( 1014 ) والترمذي في الزكاة ( 661 ) والنسائي في الزكاة ( 2525 ) وابن ماجة في الزكاة ( 1842 ) والدارمي في الزكاة ( 1675 ) وأحمد في مسنده ( 8181 ، 8738 ، 9142 ، 9281 ، 9738 ، 10562 ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تصدق أحد بصدقة من طيب - ولا يقبل الله عز وجل إلا الطيب - إلا أخذها الرحمان عز وجل بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمان حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربى أحدكم فلوه أو فصيله ) . واللفظ للنسائي . ورواه أحمد في مسنده ( 25604 ) من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يكون مثل أحد ) .

8 إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة هل رضيتم :

رواه البخاري في الرقاق باب : صفة الجنة والنار ( 6183 ) وفي التوحيد باب : كلام الرب مع أهل الجنة ( 7080 ) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة ، فلا يسخط عليهم أبدا ( 2829 ) والترمذي في صفة الجنة ( 2680 ) من حديث أبي سعيد الخدري . وتمام لفظه : ( إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك . فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

9 أفضل الدعاء الحمد لله :

رواه الترمذي في الدعوات ( 3383 ) وابن ماجة في الأدب ( 3800 ) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله ) . وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم ، وقد روى علي بن المديني وغير واحد عن موسى بن إبراهيم هذا الحديث .

10 خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله .

رواه الترمذي في الدعوات ( 3585 ) من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني وليس هو بالقوي عند أهل الحديث .

11 من شغله القرآن وذكري عن مسألتي :

رواه الترمذي في فضائل القرآن ( 2926 ) من حديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول الرب عز وجل : من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى للسائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب .

12 انظر تفسير القاسمي ، مجلد 6 ص 177 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت لبنان .

13 ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب :

رواه البخاري في المرضى باب : ما جاء في كفارة المرضى ( 5642 ) ومسلم في البر والصلة والآداب ، باب : ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن ( 2573 ) عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه ، حتى الشوكة يشاكها ) . ورواه البخاري فيما تقدم ( 5318 ) عن أبي سعيد الخدري ، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ، ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه ) ورواه الترمذي في تفسير القرآن باب : ومن سورة النساء ( 5029 ) عن أبي هريرة قال : لما نزلت : { من يعمل سوءا يجز به } ، شق ذلك على المسلمين فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( قاربوا وسددوا ، وفي كل ما يصيب المؤمن كفارة ، حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها ) . هذا حديث حسن غريب .

14 أشد الناس بلاء الأنبياء :

بوب به البخاري في كتاب المرضى ، ورواه الترمذي في الزهد ( 2398 ) ، وابن ماجة في الفتن ( 4023 ) ، وأحمد ( 1484 ، 1497 ، 1558 ، 1610 ) ، والدارمي في الرقاق ( 2783 ) ، من حديث سعد بن أبي وقاص ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

15 مختصر تفسير ابن كثير للأستاذ محمد علي الصابوني ، المجلد الثالث ص 279 .

16 ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه :

رواه البخاري في المناقب ( 3560 ) وفي الأدب ( 6126 ) وفي الحدود ( 6786 ، 6853 ) ومسلم في الفضائل ( 2327 ) من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ، ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها .

17 ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو :

رواه مسلم في البر والصلة ( 2588 ) ، والترمذي في البر والصلة ( 2029 ) ، وأحمد ( 7165 ، 8782 ) ، والدارمي في الزكاة ( 1676 ) من حديث أبي هريرة ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .

18 ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو :

انظر ما قبله .

19 يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي .

رواه مسلم في البر والصلة والآداب ( 2577 ) ، والترمذي في صفة القيامة ( 2459 ) وابن ماجة ( 4275 ) وأحمد ( 5/154 ، 160 ، 177 ) وعبد الرازق ( 20272 ) من حديث أبي ذر .

20 المستبان ما قالا :

رواه مسلم في البر ( 2587 ) وأبو داود في الأدب ( 4894 ) والترمذي في البر ( 1981 ) وأحمد في مسنده ( 7164 ) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم ) .

21 عجبا لأمر المؤمن :

سبق تخريجه ، انظر هامش ( 1 ) .

22 إن روح القدس نفث في روعي :

ذكره السيوطي في الجامع الصغير ( 2273 ) بلفظ : ( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) . التخريج ( مفصلا ) : أبو نعيم في الحلية عن أبي أمامة . تصحيح السيوطي : ضعيف .

23 أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس :

رواه البخاري في بدء الوحي ( 2 ) وفي بدء الخلق ( 3215 ) ومسلم في الفضائل ( 2333 ) والترمذي في المناقب ( 3634 ) والنسائي في الافتتاح ( 933 ، 943 ) وأحمد ( 24724 ، 25666 ) ومالك في الموطأ ( 474 ) من حديث عائشة وانظر كتاب ( علوم الدين الإسلامي ) للدكتور عبد الله شحاتة ، وفي أوله موضوع ( الوحي والقرآن ) .

24 ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب :

رواه الترمذي في التفسير ( 3010 ) من حديث جابر بن عبد الله قال : لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : ( يا جابر ما لي أراك منكسرا ؟ ) قلت : يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد وترك عيالا ودينا ، قال : ( أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك ) ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : ( ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب ، وأحيا أباك فكلمه كفاحا ، فقال : يا عبدي تمن علي أعطك ، قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية ، قال الرب عز وجل : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون ) . قال : وأنزلت هذه الآية : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا }الآية . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه .

25 من المراجع المتيسرة في علوم القرآن :

كتاب : البرهان في علوم القرآن لبدر الدين الزركشي .

كتاب : الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي .

كتاب : مناهل العرفان في علوم القرآن لمحمد عبد العظيم الزرقاني .

كتاب : علوم القرآن للدكتور عبد الله شحاتة .

كتاب : مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح .

كتاب : مباحث في علم القرآن لمناع القطان .

ونلاحظ أن معظم كتب التفسير الأساسية كانت تكتب مقدمة طويلة عن علوم القرآن ، مثل تفسير ابن جرير الطبري فقد بدأ تفسيره بمقدمة عن نزول القرآن على سبعة أحرف ، وعن المكي والمدني ، وغير ذلك من مباحث علوم القرآن ، وتجد مثل ذلك في تفاسير : القرطبي ، وابن كثير ، والمنار ، وفي ظلال القرآن ، وتفسير القرآن الكريم للدكتور عبد الله شحاته ، رزقنا الله الإخلاص والقبول والتوفيق والسداد ، اللهم آمين .

26 اللهم ر ب السماوات السبع :

رواه الترمذي في الدعوات ( 3523 ) من حديث بريدة قال : شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أويت إلى فرشاك فقل : اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط على أحد منهم أو أن يبغي ، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك لا إله إلا أنت ) . قال أبو عيسى : هذا حديث ليس إسناده بالقوي ، والحكم بن ظهير قد ترك حديثه بعض أهل الحديث ويروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا من غير هذا الوجه .