روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

{ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحدة } هي صيحة جبريل عليه السلام صاح صباح يوم الأحد كما حكى المناوي عن الزمخشري في طرف منازلهم { فَكَانُواْ } أي فصاروا { كَهَشِيمِ المحتظر } أي كالشجر اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء .

وفي «البحر » الهشيم ما تفتت من الشجر ، و { المحتظر } الذي يعمل الحظيرة فإنه يتفتت منه حالة العمل ويتساقط أجزاء مما يعمل به ، أو يكون الهشيم ما يبس من الحظيرة بطول الزمان تطؤه البهائم فيتهشم ، وتعقب هذا بأن الأظهر عليه كهشيم الحظيرة ، والحظيرة الزريبة التي تصنعها العرب . وأهل البوادي للمواشي والسكنى من الأغصان والشجر المورق والقصب من الحظر وهو المنع .

وقرأ الحسن . وأبو حيوة . وأبو السمال . وأبو رجاء . وعمرو بن عبيد { المحتظر } بفتح الظاء على أنه اسم مكان . والمراد به الحظيرة نفسها أو هو اسم مفعول قيل : ويقدر له موصوف أي { كَهَشِيمِ } الحائط { المحتظر } أو لا يقدر على أن { المحتظر } الزريبة نفسها كما سمعت . وجوز أن يكون مصدراً أي كهشيم الاحتظار أي ما تفتت حالة الاحتظار .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ} (31)

ثم بين عذابهم فقال :{ إنا أرسلنا عليهم صيحةً واحدة } قال عطاء : يريد صيحة جبريل عليه السلام ، { فكانوا كهشيم المحتظر } قال ابن عباس : هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة من الشجر والشوك دون السباع ، فما سقط من ذلك فداسته الغنم فهو الهشيم . وقال ابن زيد : هو الشجر البالي الذي تهشم حتى ذرته الريح . والمعنى : أنهم صاروا كيبس الشجر إذا تحطم ، والعرب تسمي كل شيء كان رطباً فيبس : هشيماً . وقال قتادة : كالعظام النخرة المحترقة . وقال سعيد بن جبير : هو التراب الذي يتناثر من الحائط .