التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَيُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ وَكَذَٰلِكَ تُخۡرَجُونَ} (19)

قوله : { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ } خلق الله الأشياء وأضدادها ليدل بذلك على كمال قدرته وأنه الخالق العظيم . وذلك كإخراج النبات ذي الحياة من الأرض الهامدة الميتة . وإخراج العالم من الجاهل ؛ كأن العلم حياة بما يفضي إليه من الخير والحق والاستقامة . وعكس ذلك إخراج الجاهل من العالم . وكأن الجهل موات بما يفضي إليه من التعثر والتخبط والإيغال في ضروب الباطل . وكذلك المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن . والكفر كأنما هو الموت ، والإيمان فإنه حياة . { وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } أي كذلك يحيي الله الخلق ببعثهم من قبورهم يوم القيامة . فالقادر على خلق الأحياء من الأموات ، والأموات من الأحياء ، لا جرم قادر على إحياء الأموات وبعثهم من قبورهم حين تقوم الساعة{[3599]} .


[3599]:تفسير ابن كثير ج 3 ص 428، والكشاف ج 3 ص 217.