النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَيُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ وَكَذَٰلِكَ تُخۡرَجُونَ} (19)

{ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : يخرج الإنسان الحي من النطفة الميتة ويخرج النطفة الميتة من الإنسان الحي ، قاله ابن مسعود وابن عباس وأبو سعيد الخدري ومجاهد وقتادة وابن جبير .

الثاني : يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن ، قاله عمر ابن الخطاب رضي الله عنه والزهري ، ورواه الأسود بن عبد يغوث{[2172]} عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الثالث : يخرج الدجاجة من البيضة ويخرج البيضة من الدجاجة ، قاله عكرمة .

الرابع : يخرج النخلة من النواة ويخرج النواة من النخلة ، والسنبلة من الحبة والحبة من السنبلة ، قاله ابن{[2173]} مالك والسدي .

ويحتمل خامساً : يخرج الفطن اللبيب من العاجز البليد ويخرج العاجز البليد من الفطن اللبيب .

{ وَيُحْيِى الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } يعني بالنبات لأنه حياة أهلها فصار حياة لها .

ويحتمل ثانياً : أنه كثرة أهلها لأنهم يحيون مواتها ويعمرون خرابها .

{ وَكَذِلِكَ تُخْرَجُونَ } أي كما أحيا الأرض بإخراج النبات وأحيا الموتى كذلك يحييكم بالبعث . وفي هذا دليل على صحة القياس .


[2172]:هذه العبارة يوجد في تفسير القرطبي ما يناقضها ويفيد أن الأسود هذا مات كافرا ص 56 ج 4.
[2173]:ذكر القرطبي عكرمة بدلا من ابن ملك ص 56 ج 4.