فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَيُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ وَكَذَٰلِكَ تُخۡرَجُونَ} (19)

{ يخرج الحي من الميت } كالإنسان من النطفة ، والطير من البيضة ، والمؤمن من الكافر { ويخرج الميت من الحي } كالنطفة والبيضة من الإنسان والطير ، والكافر من المؤمن ، وقد سبق بيان هذا في سورة آل عمران قيل : ووجه تعلق هذه الآية بالتي قبلها أن الإنسان عند الصباح يخرج من شبه الموت وهو النوم إلى شبه به الوجود ، وهو اليقظة ، وعند العشاء يخرج من اليقظة ، إلى النوم .

{ ويحيي الأرض } بالنبات { بعد موتها } باليباس ، وهو شبيه بإخراج الحي من الميت { وكذلك } الإخراج { تخرجون } من قبوركم قرئ على البناء للمفعول والفاعل فأسند الخروج إليهم كقوله : يخرجون من الأجداث ، والمعنى أن الإبداء والإعادة يتساويان في قدرة من هو قادر على إخراج الميت من الحي وعكسه .