مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَيُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ وَكَذَٰلِكَ تُخۡرَجُونَ} (19)

{ يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت } الطائر من البيضة أو الإِنسان من النطفة أو المؤمن من الكافر { وَيُخْرِجُ الميت مِنَ الحي } أي : البيضة من الطائر أو النطفة من الإِنسان أو الكافر من المؤمن ، و { الميت } بالتخفيف فيهما مكي وشامي وأبو عمرو وأبو بكر وحماد ، وبالتشديد غيرهم { وَيحي الأرض } بالنبات { بَعْدَ مَوْتِهَا } يبسها { وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } { تخرجون } حمزة وعلي وخلف ، أي : ومثل ذلك الإخراج تخرجون من قبوركم . والكاف في محل النصب ب { تخرجون } ، والمعنى أن الإبداء والإعادة يتساويان في قدرة من هو قادر على إخراج الميت من الحي وعكسه ، روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قرأ فسبحان الله حين تمسون إلى الثلاث وأخر سورة والصافات دبر كل صلاة كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر الأمطار وورق الأشجار وتراب الأرض ، فإذا مات أجري له بكل حرف عشر حسنات في قبره » قال عليه السلام : « من قرأ حين يصبح { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } إلى قوله { وكذلك تخرجون } أدرك ما فاته في يومه ، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته »