{ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون 17 وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون 1 18 يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون 19 } [ 17-19 ] .
في الآيات تنزيه لله وتقرير لاستحقاقه والتقديس في كل وقت وفي كل مكان : في الصباح والمساء ، والظهر والعشية ، وفي الأرض والسماوات . فهو الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها ، وهو يحيي الناس ويخرجهم من الأرض بعد موتهم كذلك .
والآيات تنطوي على قصد التدليل على قدرة الله تعالى على إحياء الناس ثانية تدعيما لما جاء في الآية الأولى من الآيات السابقة . وهي متصلة بها اتصال استمرار في الموضوع وتعقيب عليه كما هو واضح .
وما احتوته الآية الثالثة بخاصة قد تكرر في أكثر من سورة من السور السابقة لنفس القصد . وقد علقنا على عبارتها في المناسبات السابقة بما فيه الكفاية .
وقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أن الآية [ 17 ] مدنية ، وهذا غريب . واللحمة بادية الوثاقة بينها وبين ما بعدها بحيث تكون معها وحدة لا تنفصل . لذلك نشك في صحة الرواية .
ولقد أورد الطبري في سياق الآيتين الأولى والثانية قولا لا بن عباس بأنهما قد جمعتا مواقيت الصلاة ، فيحين تمسون : للمغرب والعشاء ، وحين تصبحون : للفجر ، وحين تظهرون : للظهر وعشيا هو : العصر .
وهو استنباط وجيه مرت أمثلة أخرى منه . ولقد روى البغوي بطرقه عن أبي هريرة قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال : حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد ) . وروى كذلك عن أبي هريرة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) . وأورد ابن كثير حديثا رواه الطبراني عن ابن عباس ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قال حين يصبح { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون 17 وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون } أدرك ما فاته في يومه ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليليته .
وهذه الأحاديث لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة . وصحتها مع ذلك محتملة وهي بسبيل الترغيب في ذكر الله وتقديسه وتسبيحه ، إعلانا للإخلاص له وتقربا إليه . والمتبادر أن انتفاع المسلم بذلك يكون رهنا بائتماره بأوامر الله وسنة رسوله وانتهائه عن ما نهى الله ورسوله عنه ، فإن لم يفعل فليس ذلك بمزيل للمسؤولية عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.