التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَءَايَةٞ لَّهُمۡ أَنَّا حَمَلۡنَا ذُرِّيَّتَهُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (41)

قوله تعالى : { وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ( 41 ) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ( 42 ) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ ( 43 ) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ } .

{ وَآَيَةٌ } خبر مقدم للمبتدأ { أَنَّا حَمَلْنَا } {[3910]} وهذا دليل آخر من ظواهر الطبيعة ومكوِّناتها ، يسوقه الله لعباده مبينا عظيم قدرته ، وهو تسخيره البحر ليحمل على ظهره السفائن المشحونة بالبضائع والأمتعة والأناسي . وقد كان أول السفائن سفينة نوح عليه السلام ، التي أنجاه الله فيها وأنجى الذين معه من المؤمنين ، وهو قوله : { أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ } والمراد بذريتهم آباؤهم المحمولون في سفينة نوح عليه السلام . وقيل : ذريات جنسهم ، على حذف مضاف . وأريد بالذرية كل محتاج للركوب غير مطيق للمشي . وبذلك يمنُّ الله على عباده بما يسَّرهُ لهم من ركوب السفن التي تجري على سطح الماء بقدرته سبحانه ؛ وذلك فضل عظيم من الله خوَّل عباده إياه تسهيلا لهم وتيسيرا عليهم في التنقل والأسفار إلى بلاد الله الواسعة من أجل التجارات أو الزيارات أو غير ذلك من مختلف الحاجات .

قوله : { فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } أي السفن الحافلة بالناس والموقرة بمختلف الأمتعة والأشياء .


[3910]:الدر المصون ج 9 ص 271