التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِن كَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَإِذَا هُمۡ خَٰمِدُونَ} (29)

{ إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } أي : صاح بهم جبريل عليه السلام صيحة واحدة فأخذهم الله بها أخذا شديدا ، { فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } من الخمود . كنّى به عن سكوتهم بعد حياتهم ، كالنار تخمد بعد توقدها . كذلك يأخذ الله الظالمين المجرمين الذين يحادون الله ورسوله ، ويتمالئون على الإسلام لاجتثاثه من الأذهان والقلوب ، أو يأتمرون بالمسلمين ليبيدوهم إبادة أو يقتّلوهم تقتيلا . وليس الله بغافل عن أفاعيل الظالمين المجرمين ظ ، ولكنه يُملي لهم ويمدُّ لهم من وجوه الخير والمنعة والسلطان والملذات ما يتنعّمون به ، ويتيهون خيلاء وغرورا ، حتى إذا حان القدر ، وحق عليهم القول بالعذاب أخذهم الله شر أخده ، كما فعل بأهل أنطاكية . وفي ذلك تخويف لمشركي قريش وتلويح لهم بالانتقام والعقاب الأليم ، إنْ لم يبادروا بالإيمان والطاعة والتحرر من إسار الوثنية والضلال . {[3896]}


[3896]:البحر المحيط ج 7 ص 317-318 وتفسير ابن كثير ص 568-569