التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ} (33)

قوله تعالى : { وََآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ( 33 ) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ( 34 ) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ ( 35 ) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ } .

{ وََآَيَةٌ } مبتدأ ، وخبره { لهم } ويجوز أن تكون { وآية } مبتدأ ، و { لهم } صفتها . وخبرها { الأرض } والآية بمعنى : الدلالة . فتلك دلالة لهم على وجود الصانع جل جلاله ، وعلى قدرته العظيمة وأنه محيي الموتى . وهي { الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا } الأرض اليابسة القفر يأتيها المطر من السماء فتسري فيها الحياة بإنبات النبات على اختلاف أصنافه .

قوله : { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } : أخرج الله من النبات حبّا مختلف الأنواع والألوان والطعوم ، ليكون ذلك رزقا لهم فمنه يأكلون ، وتأكل منه أنعامهم .