التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (64)

قوله : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا } يعني من فضل الله عليكم أن جعل لكم الأرض مستقرّا ممهدا تعيشون على ظهرها وتسعون في مناكبها لتجدوا فيها معايشكم وأرزاقكم { وَالسَّمَاءَ بِنَاءً } أي رفع السماء فوقكم وزيَّنها بالكواكب ومختلف الأجرام وجعلها في تماسكها العجيب ، ومتانتها المكينة ، واتساقها المنتظم أية عظيمة تستدلون بها على عظمة الصانع القدير وعلى أنه موجِدُ الوجود .

قوله : { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } أي خلقكم في أحسن خلقة وجعلكم في أحسن هيئة من جمال الشكل والمنظر ، وبديع السمت والتناسق في الأجزاء والأعضاء والقسمات والمركبات { وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ } رزقكم من مختلف المطاعم والمشارب ما تتنعمون وتتلذذون .

قوله : { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ } الذي لا تنبغي الإلهية والعبادة والإذعان إلا لجلاله ؛ فهو الخالق المالك المقتدر المنّان .

قوله : { فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } تعظم الله وتقدس في عليائه فهو خالق كل شيء وهو مالك ما في العالمين من إنس وجن وغيرهم من أجناس الخَلْق .