ثم ذكر لهم سبحانه نوعا آخر من نعمه التي أنعم بها عليهم ، مع ما في ذلك من الدلالة على كمال قدرته ، وتفرده بالإلهية فقال : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا } أي موضع قرار مع كونها في غاية الثقل ولا ممسك لها سوى قدرة الله وفيها تحيون وفيها تموتون { وَالسَّمَاءَ بِنَاءً } أي سقفا قائما ثابتا مع كونها أفلاكا دائرة بنجوم طول الزمان سائرة ينشأ عنها الليل والنهار ، والإظلام والإضاءة ، ثم بين بعض نعمه المتعلقة بأنفس العباد فقال :
{ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } أي خلقكم في أحسن صورة لم يخلق حيوانا أحسن منكم ، وقيل : لم يخلقكم منكوسين كالبهائم قيل خلق ابن آدم قائما معتدلا يأكل ويتناول بيده ، وغيره يتناول بفيه ، وقال الزجاج خلقكم أحسن الحيوان كله ، قرأ الجمهور صوركم بضم الصاد ، وقرأ الأعمش وأبو رزين بكسرها قال الجوهري : والصور بكسر الصاد لغة في الصور بضمها { وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ } أي المستلذات من المأكل والمشرب من غير رزق الدواب .
{ ذَلِكُمُ } المنعوت بهذه النعوت الجليلة { اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } أي كثر خيره وبركته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.