تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (64)

الآية 64 وقوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً } يذكّرهم عظم نعمه عليهم حين{[18345]} جعل لهم الأرض بحيث يقرّون عليهم ، ويتعيّشون ، والسماء بناء عليهم بحيث{[18346]} لا تسقط عليهم ، وجعل منافع بعضها متصلة بمنافع البعض على [ بعد ]{[18347]} ما بينهما ليُعلم أن ذلك كله صنع واحد .

وقوله تعالى : { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : قوله : { فأحسن } أي أحكم ، وأتقن في الدلالة على معرفة وحدانية الله تعالى وربوبيته على ما أظهر في كل شيء من الدلالة على وحدانيته وربوبيته .

والثاني : قوله : { فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } أي أحسن تركيبها منتصبا ؛ أقامها{[18348]} غير مُنكبّة كسائر الصور التي خلقها منكبّة على وجهها .

وقوله تعالى : /480– ب/ { وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ } قال بعض أهل التأويل : أي رزقكم من الحلال . لكن الأشبه أي رزقكم من أطيب ما أخرج من الأرض ، لأن الله تعالى أخرج من الأرض نباتا مختلفا ، جعل أطيبه وألينه رزقا للبشر ، وسائره رزقا للدواب .

[ وقوله تعالى ]{[18349]} : { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ } ذلك الذي صنع لكم هذا ، هو ربكم لا الأصنام التي تعبدونها { فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } .


[18345]:في الأصل وم: حيث.
[18346]:في الأصل وم: حيث.
[18347]:من م، ساقطة من الأصل.
[18348]:في الأصل وم: قامتها.
[18349]:ساقطة من الأصل وم: