التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{۞وَلَقَدۡ فَتَنَّا قَبۡلَهُمۡ قَوۡمَ فِرۡعَوۡنَ وَجَآءَهُمۡ رَسُولٞ كَرِيمٌ} (17)

قوله تعالى : { ولقد فتنّا قبلهم قوم فرعون وجآءهم رسول كريم 17 أ دّوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين 18 وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين 19 وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون 20 وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون 21 فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون 22 فأسر بعبادي ليلا إنكم متّبعون 23 واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون 24 تركوا من جنات وعيون 25 وزروع ومقام كريم 26 ونعمة كانوا فيها فاكهين 27 كذلك وأورثناها قوما آخرين 28 فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين 29 ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين 30 من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين 31 ولقد اخترناهم على علم على العالمين 32 وآتيناهم من الأيات ما فيه بلاؤ مبين } .

ذلك إخبار من الله عما نزل بفرعون وقومه المجرمين من البلاء العظيم ، بعد أن أنذرهم موسى عليه السلام وحذرهم بطش الله وشديد عقابه في الدنيا والآخرة . لكن فرعون علا في الأرض وتجبر واستكبر ، واصطنع لنفسه من فظاعة الكفر- بدعوى الألوهية- ما يثير في النفس السخط والاشمئزاز ويستوجب من الله المقت والغضب ، فأخذه الله وملأه وجنوده أخذة شديدة أليمة قطعت دابرهم بالكلية . وهو قوله سبحانه : { ولقد فتنّا قبلهم قوم فرعون } أي امتحنا وابتلينا قوم فرعون من القبط من قبل هؤلاء المشركين من قومك يا محمد فقد { جآءهم رسول كريم } أي أرسلنا إليهم رسولنا موسى وهو كريم على ربه ، إذ اختصه بالنبوة والرسالة . وقيل : كريم الأخلاق بطول الصبر والاحتمال والصفح .