التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ} (48)

قوله : { لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون } لقد التمس هؤلاء المنافقون الفتنة لكم من قبل أن يفتضح أمرهم ؛ فقد ابتغوا أن يصدوا المؤمنين عن دينهم ليردوهم إلى الكفر ؛ وذلك بتخذيلهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، كالذي فعله عبد الله بن أبي بن سلول يوم أحد { وقلبوا لك الأمور } أي أجالوا الرأي من اجل إبطال دين الله بالتخذيل عن المؤمنين وتثبيطهم عن المضي في صراط الله الحق { حتى جاء الحق } أي ظهر أمر الإسلام وعلا شأنه بأسه وسلطانه { وهم كارهون } أي كاروهن للإسلام أن تعلو رايته إيذانا بانتصاره وعلو شأنه . وكارهون أن يعز الإيمان والمؤمنين فيكونوا غالبين أقوياء . وذلك هو ديدن المنافقين الذين يغتاظون من الإسلام أن يعلو مجده ويسمو شأنه ويظهر على الدين كله{[1796]} .


[1796]:تفسير الطبري جـ 10 ص 101- 103 وتفسير الرازي جـ 16 ص 83، 85 وتفسير ابن كثير جـ 2 ص 361.