تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ} (48)

وقوله تعالى : ( لَقَدْ ابْتَغَوْا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ ) تحتمل الفتنة الوجهين اللذين ذكرتهما .

وقوله تعالى : ( وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ ) أي تكلفوا ، واجتهدوا ليطفئوا هذا النور ( حتى جاء الحق وظهر أمر الله ) قيل : دين الله الإسلام . ويحتمل حجج الله وأدلته ، وهو ما ذكر : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ )[ التوبة : 32 ] .

ويحتمل قوله ( وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ ) ظهرا لبطن ليمكروا برسول الله ، ويقتلوه ، كقوله : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك ) الآية[ الأنفال : 30 ] .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وظهر أمر الله ) ما ذكرنا من دين الله وحججه ( وهم كارهون ) لذلك كقوله : ( ليظهره على الدين كله )[ التوبة : 33 ] فظهر دين الإسلام ( وهم كارهون ) له .