الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ} (48)

قوله : /{ لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا/لك الامور } ، إلى قوله : { بالكافرين }[ 48 ، 49 ] .

المعنى : لقد التمس هؤلاء المنافقون{[28904]} لأصحابك ، يا محمد ، { الفتنة } ، أي : خبالهم وصدهم عن دينهم{[28905]} { من قبل } ، أي : من قبل أن ينزل عليك أمرهم وكشف سرهم واعتقادهم{[28906]} { وقلبوا لك الامور } ، أي : أجالوا{[28907]} فيك وفي إبطال ما جئت به الرأي{[28908]} { حتى جاء الحق } ، أي : نصر الله{[28909]} : { وظهر أمر الله } ، أي : دينه وهو الإسلام{[28910]} ، { وهم كارهون } ، لذلك .


[28904]:في المخطوطتين: المنافقين، وهو خطأ ناسخ.
[28905]:انظر: جامع البيان 14/283.
[28906]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 2/218، وتفسير القرطبي 8/100، 101.
[28907]:في "ر": جالوا. وفي تفسير ابن كثير 2/361، "....أي: لقد أعملوا فكرهم وأجالوا آراءهم في كيدك وكيد أصحابك وخذلان دينك وإخماده مدة طويلة...".
[28908]:انظر: جامع البيان 14/283-286، وتفسير القرطبي 8/101، فعن مكي أخذ، وتنظر: أقوال أخرى في تفسير الماوردي 2/369، 370، وزاد المسير 3/448.
[28909]:جامع البيان 14/283.
[28910]:المصدر نفسه، وزاد المسير 3/448.