غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ} (48)

38

ثم سلى نبيه بتوهين كيد أهل النفاق قديماً وحديثاً فقال { لقد ابتغوا الفتنة من قبل } أي من قبل وقعة توبك . قال ابن جريج : هو أن اثني عشر رجلاً من المنافقين وقفوا على ثنية الوداع ليلة العقبة ليفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : المراد ما فعله عبد الله بن أبي يوم أحد حين انصرف عن النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه . ومعنى الفتنة السعي في تشتيت شمل المسلمين والاختلاف الموجب للفرقة بعد الألفة فسلمهم الله منه { وقلبوا لك الأمور } حرفوها ودبروا كل الحيل والمكايد . ومنه فلان حوّل قلب إذا كان دائراً حول مصايد المكايد { حتى جاء الحق } الذي هو القرآن { وظهر أمر الله } غلب دينه وشرعه { وهم كارهون } رد الله مكرهم في نحرهم وأتى بضد مقصودهم . ولما كان الأمر كذلك في الماضي فكذا يكون الحال في المستقبل لقوله { ويأبى الله إلا أن يتم نوره } [ التوبة : 32 ] .

/خ49