المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ خَرۡجٗا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيۡرٞۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (72)

هذا توبيخ لهم كأنه قال : أم سألتهم مالاً فقلقوا بذلك واستثقلوا من أجله ، وقرأ حمزة والكسائي «خراجاً فخراج » وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم «خرجاً فخراج » وقرأ ابن عامر «خرجاً فخرج » وهو المال الذي يجيء ويؤتى به لأوقات محدودة ، قال الأصمعي : الخرج الجعل مرة واحدة والخراج ما تردد لأوقات ما ، ع وهذا فرق استعمالي وإلا فهما في اللغة بمعنى ، وقد قرىء «خراجاً » في قصة ذي القرنين{[8528]} وقوله { فخراج ربك } يريد ثوابه سماه «خراجاً » من حيث كان معادلاً للخراج في هذا الكلام ، ويحتمل أن يريد { فخراج ربك } رزق ربك ويؤيد هذا قوله { وهو خير الرازقين } .


[8528]:في قوله تعالى في الآية (94) من سورة الكهف: {قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا}.