الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ خَرۡجٗا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيۡرٞۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰزِقِينَ} (72)

ثم قال : { أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير }[ 73 ] .

أي : أم تسألهم يا محمد على ما جئت به{[47575]} أجرا فيعرضوا عما جئتهم به من أجل أخذك منهم الأجر عليه ، وهو قوله : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }{[47576]} .

ثم قال : { فخراج ربك خير }[ 73 ] .

أي : لم تسألهم رزقا على ما جئتهم به . فرزق ربك خير .

قال الأخفش{[47577]} : الخرج والخراج واحد ، إلا أن اختلاف الكلام أحسن .

وقال أبو حاتم{[47578]} : الخرج : الجعل والخراج : العطاء .

وقال المبرد{[47579]} : الخرج : المصدر ، والخراج الاسم .

وأصل الخراج الغلة والضريبة ، كخراج العبد والدار وغيرهما{[47580]} .

وقوله تعالى : { وهو خير الرازقين }[ 73 ] .

أي : الله خير من أعطى عوضا على عمل ورزق رزقا .


[47575]:ز: جئتهم به.
[47576]:الشورى آية 21.
[47577]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 2/424، وتفسير القرطبي 12/141.
[47578]:انظر: المصدر السابق.
[47579]:المصدر نفسه.
[47580]:انظر: مجاز القرآن 2/61.