معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَيَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوۡفَ أُخۡرَجُ حَيًّا} (66)

قوله تعالى : { ويقول الإنسان } يعني : أبي بن خلف الجمحي ، كان منكراً للبعث ، قال : { أئذا ما مت لسوف أخرج حيا } قاله استهزاءً وتكذيباً للبعث .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَيَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوۡفَ أُخۡرَجُ حَيًّا} (66)

{ الإنسان } اسم للجنس يراد به الكافر ، وروي أن سبب هذه الآية هو أن رجالاً من قريش كانوا يقولون هذا ونحوه ، وذكر أن القائل هو أبي خلف جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم مرفت فنفخ فيه وقال أيبعث هذا وكذب وسخر ، وقيل إن القائل هو العاصي بن وائل ، وقرأ الأعرج وأبو عمرو «ائذا مامت » بالاستفهام الظاهر ، وقرأت فرقة «إذا » دون ألف استفهام وقد تقدم هذا مستوعباً{[8003]} ، وقرأت فرقة بكسر الميم ، وقرأت فرقة «مُت » بضمها . واللام في قوله { لسوف } مجلوبة على الحكاية لكلام تقدم بهذا المعنى كأن قائلاً قال للكافر إذا مت يا فلان لسوف تخرج حياً فقرر الكافر على الكلام على جهة الاستبعاد وكرر اللام حكاية للقول الأول{[8004]} . وقرأ جمهور الناس «أُخرَج » بضم الهمزة وفتح الراء ، وقرأ الحسن بخلاف وأبو حيوة «أَخرُج » بفتح الهمزة وضم الراء .


[8003]:قرأ الجمهور [أئذا]، وقرأ ابن زكوان وجماعة [إذا] على الخبر، وقد تقرر ذلك في كثير من الآيات، وقد قال أبو حيان في البحر المحيط: "ومن قرأ من القراء على صورة الخبر فلا يريد الخبر حقيقة لأن ذلك يكون تصديقا بما هو موضع الاستفهام والإنكار، لكنه يحزف همزة الاستفهام لدلالة المعنى عليه".
[8004]:نقل أبو حيان الأندلسي هذا الكلام في البحر المحيط، ثم عقب عليه بقوله: "ولا يحتاج إلى هذا التقدير، ولا إلى أن هذا حكاية لقول تقدم، بل هذا من الكافر استفهام فيه معنى الجحد والإنكار، ومن قرأ : {إذا ما مت} تكون الهمزة قد حذفت لدلالة المعنى عليها، وقد يكون إخبارا على سبيل الهزء والسخرية بمن يقول ذلك إذ لم يرد به مطابقة اللفظ للمعنى".