مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَيَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوۡفَ أُخۡرَجُ حَيًّا} (66)

{ وَيَقُولُ الإنسان أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } والعامل في { إذا } ما دل عليه الكلام وهو أبعث أي إذا مامت أبعث وانتصابه ب { أخرج } ممتنع لأن ما بعد لام الابتداء لا يعمل فيما قبلها فلا تقول «اليوم لزيد قائم » ولام الابتداء الداخلة على المضارع تعطي معنى الحال وتؤكد مضمون الجملة ، فلما جامعت حرف الاستقبال خلصت للتوكيد واضمحل معنى الحال . و«ما » في «إذا ما » للتوكيد أيضاً فكأنه قال : «أحقًّا إنا سنخرج من القبور أحياء حين يتمكن فينا الموت والهلاك » على وجه الاستنكار والاستبعاد . وتقديم الظرف وإيلاؤه حرف الإنكار من قبل أن ما بعد الموت هو وقت كون الحياة منكرة ، ومنه جاء إنكارهم