معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (65)

قوله تعالى :{ والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً } يعني : ملحاً دائماً ، لازماً غير مفارق من عذب به من الكفار ، ومنه سمي الغريم لطلبه حقه وإلحاحه على صاحبه وملازمته إياه . قال محمد بن كعب القرظي : سأل الكفار ثمن نعمه فلم يؤدوا فأغرمهم فيه ، فبقوا في النار . قال الحسن : كل غريم يفارق غريمه إلا جهنم . والغرام : الشر اللازم ، وقيل : غراماً هلاكاً .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (65)

ومدحهم تعالى بدعائه في صرف { عذاب جهنم } من حيث ذلك دليل على صحة عقدهم وإيمانهم ومن حيث أعمالهم بحسبه ، و { غراماً } معناه ملازماً ، وقيل مجحفاً ومنه غرام الحب ومنه المغرم ومنه قول الأعشى : [ الخفيف ]

إن يعاقب يكن غراماً وإن يع . . . ط جزيلاً فإنه لا يبالي{[8874]}

وقول بشر أبي حازم : [ المتقارب ]

ويوم النسار ويوم الجفار . . . كانا عناء وكانا غراما{[8875]}


[8874]:البيت من قصيدته التي مدح بها الأسود بن المنذر اللخمي، والتي يقول في مطلعها: ما بكاء الكبير بالأطلال وسؤالي فهل ترد سؤالي؟ والشاهد في البيت أن (غراما) بمعنى: شديدا ثقيلا دائما.
[8875]:قال بشر هذا البيت في قصيدة يفخر فيها بقومه، وبما سجلوه من أيام، ويوم النسار ويوم الجفار من أيام العرب، والأول نسبة إلى جبل، والثاني نسبة إلى ماء تميم، ويوم النسار كان لبني أسد وأحلافها على بني عامر، ويوم الجفار كان على بني تميم حين أرادت أن تثأر لبني عامر بعد هزيمتها يوم النسار، ولكن دارت الدائرة على بني تميم وانتصر بنو أسد في المعركتين، ولهذا قال: إنه كان عقابا وكان عذابا شديدا دائما، وقد نسبه في اللسان للطرماح.