النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (65)

قوله تعالى : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } فيه أربعة أوجه :

أحدها : لازماً ، قاله ابن عيسى ومنه الغريم لملازمته وأنشد الأعشى :

إن يعاقب يكن غَراماً وإن يع *** ط جزيلاً فإنّه لا يبالي

الثاني : شديداً ، قاله ابن شجرة ، ومنه سميت شدة المحنة غراماً قال بشر بن أبي خازم{[2091]} :

ويوم الجفار{[2092]} ويوم النّسا *** ر ، كانا عذاباً ، وكان غراما

الثالث : ثقيلاً ، قاله قطرب ، ومنه قوله تعالى :

{ فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ }

[ القلم : 46 ] .

الرابع : أنهم أغرموا بالنعيم في الدنيا عذاب النار . قال محمد بن كعب : إن الله سأل الكفار عن [ ثمن النعيم فلم يأتوا به ] فأغرمهم فأدخلهم جهنم .


[2091]:شاعر جاهلي من قبيلة أسد عاصر النابغة الذبياني والنعمان بن المنذر
[2092]:الجفار والنسار: موضعان في أرض بني تميم (اللسان – جفر).