فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (65)

{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } أي لزوما كليا في حق الكفار . ولزوما بعده إطلاق إلى الجنة في الجنة في حق عصاة المؤمنين ، أي هم مع طاعتهم ، وحسن معاملتهم لخالقهم ، وخلقه ، لا يؤمنون مكر الله ، بل هم مشفقون ، وجلون ، خائفون من عذابه ، والغرام الشر اللازم الدائم قاله ابن زيد كما ورد مرفوعا إليه صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنه سمي الغريم لملازمته ، ويقال فلان مغرم بكذا ، أي ملازم له ، مولع به هذا معناه في كلام العرب ، كما ذكره ابن الأعرابي ، وابن عرفة ، وغيرهما . وقال الزجاج : الغرام أشد العذاب ، وقال أبو عبيدة : هو الهلاك الدائم .