السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (65)

ولما ذكر تعالى تهذيبهم للخلق والخالق وصفهم الله تعالى أنهم مع ذلك خائفون وجلون وهي الصفة الرابعة بقوله تعالى : { والذين يقولون ربنا } أي : المحسن إلينا { اصرف عنا عذاب جهنم } قال ابن عباس : يقولون في سجودهم وقيامهم هذا القول ، ثم علل سؤالهم بقوله تعالى : { إن عذابها كان } أي : كوناً جبلت عليه { غراماً } أي : هلاكاً وخسراناً ملحاً لازماً لا ينفك عنه كما قال :

إن يعاقب يكن غراماً وإن يع *** ط جزيلاً فإنه لا يبالي

ومنه الغريم لملازمته وإلحاحه فهم يبتهلون إلى الله تعالى في صرف العذاب عنهم لعدم اعتدادهم بأعمالهم ووثوقهم على استمرار أحوالهم .